بعد صلاة عشاء الثلاثاء الفائت 11-9-2012م وللمرة الثانية خلال أسبوع يعتدي أبناء حماس على أنصار حزب التحرير في مسجد أبي ذر بمدينة غزة لمنعهم من إعطاء درس أسبوعي يقام منذ سنوات، غير مكترثين لحرمة المسلم ولا لحرمة بيوت الله، فمن الصراخ إلى اللكمات إلى دفع شباب الحزب خارج المسجد، إلى المناداة بتكسيرهم إن عادوا مرة ثانية للمسجد، كل ذلك حصل بعد وقوف أحد شباب حزب التحرير ليعلن للناس أنه استجابة لبعض وجهاء المنطقة فلن يعطى الدرس هذا الثلاثاء، فلم يمهلوه بل دفعوه وضربوه ليخرجوه من المسجد، ثم حصل ما ذكر سابقا لكل من حاول أن يذكرهم بالله وينهاهم عن ظلمهم، حتى الوجهاء من أهل المنطقة لم يسلموا منهم فصرخوا في وجههم وصدوهم عن التدخل فيما يجري.
ومن الجدير بالذكر أن عسكريين من أجهزة أمنية من مناطق مختلفة شاركوا بالتهديد والضرب لأنصار حزب التحرير ، ووصل بهم الأمر إلى التهديد بالسلاح إن عاد الشباب للمسجد مرة ثانية، بل وصل الأمر أن خرج شبيحتهم فوج من ورائه فوج ليلاحقوا الشباب خارج المسجد، وبذلك تكون قيادة حماس في المنطقة بفعلها هذا ترسخ مبدأ أعزة على المؤمنين بدل أذلة على المؤمنين، وتفرض منطق القوة لا قوة الحق في التعامل مع الدرس، وبرهنت أنها تتعامل مع المساجد وكأنها مقرات خاصة بها لا تريد أن يسمع الناس إلا ما يرضيها، وذلك على نهج ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، وكفى بذلك إثما مبينا
ألا فلتعلم حماس وغير حماس أن الظلم عاقبته وخيمة ولن يجن صاحبه إلا الخزي في الدنيا والحسرة والندامة في الآخرة، وأن كلمة الحق لا تحجبها البلطجة ولا يحبسها الاستبداد، وأن الظلم سيذهب جفاء وأن ما ينفع الناس سيمكث في الأرض، وأننا ماضون بإذن الله بكل الأساليب لنرسخ مبدأ قوة الحق وقول الحق لا نخاف في الله لومة لائم
ونسأل من أراد أن يفرض منطق القوة والبلطجة: ألا تردد قيادة حماس ليل نهار نعم لحرية التعبير دون تمييز بين الطالح والصالح، وتردد كذلك نعم للتعددية السياسية ولا لتكميم الأفواه؟ أم أنكم تقولون ما لا تفعلون !! ألم تروا أن رئيس مصر يفتح الباب على مصراعيه للممثلين والممثلات المفسدين والمفسدات لينشروا فسادهم وإفسادهم دون عائق، وتمنع حماس درسا لحملة الدعوة في المسجد؟ ما لكم كيف تحكمون؟!.
إننا في حزب التحرير على طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاسبة الحكام وكشف المؤامرات ماضون حتى ينزل الله نصره بإقامة الخلافة أو تنفرد السالفة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
وكان حزب التحرير قد أصدر بيانًا قبل أسبوع بعنوان: "حزب التحرير في غزة مستمر في حمل دعوته وأنف شبيحة حماس راغم"، وذلك على إثر اعتداء سابق من أبناء حماس على أنصار الحزب في نفس المسجد، اتهم فيه الحزب قيادة حماس بالوقوف وراء الاعتداءات بقوله: (إن وقائع الاعتداء من مثل حضور باصات من خارج منطقة المسجد دون مناسبة، وظهور من يحمل أسلحة وأجهزة اتصال وكاميرا فيديو من المعتدين، لتؤكد أن الأمر ليس فرديًا وأن مسؤولين ومتنفذين في حماس في مسجد أبي ذر ومحيطه ضالعون في هذه الجريمة المتعمدة)
وأشار الحزب إلى أن هذه الاعتداءات تشكل نهجًا عند حركة حماس وهي ليست جديدة قائلاً: (لقد أمسكنا سابقًا عن الحديث عن محاولات أبناء حماس منع دروس شباب حزب التحرير في المساجد بشكل عام، وخاطبنا العقلاء في كل محاولة دون جدوى، ولكن وقد بلغ الظلم مبلغه فإننا نعلنها مدوية أن المساجد لله وليست لحماس، فهي ليست مقرات أو مكاتب إعلامية لحماس أو غير حماس، ولا ينبغي أن تكون كذلك، كما أنه لا يلجأ إلى القوة والبلطجة إلا فاقد الفكر والحجة، فالفكر يُقابل بالفكر والحجة تُقابل بالحجة. إننا في حزب التحرير نحمل قيادة حماس مسئولية ما حدث، ومسئولية تبعاته، وندعو العقلاء للأخذ على يد المسئولين عن هذه الجريمة ومثيلاتها بحق بيت الله وعباد الله وليتقوا الله في حملة الدعوة.
13/09/2012