تعليق صحفي
معاهدة السلام، سوريا، السفور والخمور ،،، مرسي على خُطى أسلافه الحكام
في أول مقابلة له مع وكالة أنباء عالمية منذ تولى رئاسة مصر في أخر حزيران، تحدث الرئيس المصري محمد مرسي إلى "رويترز" يوم الاثنين عن قضايا داخلية وخارجية مختلفة، والتي بدا فيها على خُطى أسلافه من حكام العرب والمسلمين في التعامل مع القضايا.
ففي شأن أهل سوريا الذين يعانون إجرام ووحشية الأسد منذ 18 شهرا في ظل تواطؤ الجامعة العربية ومجلس الأمن والدول الغربية والعربية، جاء موقف مرسي على نحو مخيب لآمال أهل سوريا الأبطال الذي يستنصرون المسلمين ليل نهار، معتبرا أنّ ما يحدث في سوريا شأن داخلي، ومتجاهلا قوله تعالى {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}، حيث أكد مرسي: "نحن ندعم حركة المقاومة ضد النظام القائم وبكل السبل الممكنة. لكننا لا نتدخل في الشأن الداخلي للشعب السوري، ولذلك الذي يقرر ماذا يجب عمله (للتخلص) من هذا النظام هو الشعب السوري... نحن ضد العمل العسكري على أرض سوريا بكل أشكاله. نحن نريد أن نتدخل بطرق سلمية ناجعة ومؤثرة لكي يتمكن الشعب السوري من تحقيق أهدافه من هذه الثورة ومن هذه الحركة من أجل حريته.".
وفي موضوع يهود الغاصبين لفلسطين، التي تنتظر جيوش المسلمين لتحريرها وتطهير الأقصى المبارك من دنس يهود، في شأن معاهدة السلام الخيانية التي وقعها حكام مصر مع هذا الكيان المجرم، أتى جواب مرسي مخيبا لآمال المسلمين الذين يتشوقون لنزال يهود، فتحدث وكأنه حمامة سلام ومبعوث سلام للعالم، حيث قال: "أنتم تعلمون أنّ الشعب المصري يحمل وأحمل معه رسالة سلام إلى هذا العالم، كل ما يعزز هذا السلام في المنطقة نحن معه. ونحن نتحدث عن السلام الشامل والعادل لكل شعوب العالم. وبالتالي الحديث عن السلام في جو من الظلم أو عدوان أحد على أحد يصبح حديثا منقوصا. نتحدث عن السلام بمفهومه العادل المستقر لكل شعوب ودول العالم وليس فقط دول وشعوب هذه المنطقة. ولذلك كما قلت علاقتنا الدولية تقوم علي هذا التوازن."، وبذلك تجاهل مرسي حكم الله القاطع بحرمة مسالمة أو معاهدة كيان يهود المحتل لفلسطين، وخيب أمل الأمة المتعطشة لجهاد يهود وتخليص المسلمين من شرورهم.
وحتى في أبسط أحكام الإسلام المتعلقة بالسياحة والاختلاط والخمر، فقد أجاب على سؤال: "ألن تكون هناك قيود على شرب الخمر وفصل بين النساء والرجال في المنتجعات؟ أم أن الأمر مجرد شائعات؟"، أجاب مرسي نافيا أن تكون هناك نية لمنع الخمور والسفور في مصر، معتبرا تلك تخوفات لا مكان لها فقال: "هناك منافسة دولية شديدة في مجال السياحة. وهذه المنافسة بين الدول التي فيها معالم سياحية تستخدم أساليب كثيرة ومتعددة ومنها أساليب الإعلام الذي يؤثر سلبا على سريان السياحة إلى مصر. المعالم الأثرية المصرية والآثار المصرية.. مصر القديمة ومصر الحديثة ومعالم مصر كلها والحركة السياحية وتشجيع السياحة الآن في منعطف تاريخي وفي توجه بقفزة سوف يرى أثرها في القريب فلا مجال لأي تخوف من هذه التخوفات."
ولم يفت الرئيس المصري أن يؤكد على أنّ "مصر الآن دولة مدنية بالمفهوم الذي أوضحناه قبل ذلك.. الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة."
فمرة أخرى نقولها لمرسي، اتق الله في نفسك وفي أهل مصر الأبطال، وأرعوي وعد إلى الحق قبل أن يفوت الأوان، فشرع الله هو فقط المنجي، فلن ينجي مصر ولا أهلها ولا إياك إلا تطبيق شرع الله في دولة خلافة إسلامية، لا مدنية ولا ديمقراطية ولا وطنية، وبغير ذلك لن يرضى الله ولن ترضى الأمة.
ولا يخدعنك رضى الغرب وبسطه الحمر، فالغرب هو العدو فاحذره، ولا يغرنك سكوت الأمة لبرهة، فسكوتها انتظار وأمل وإعطاء فرصة، وليس خوف أو خنوع لأحكام الكفر.
اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد
28/8/2012