تعليق صحفي
استنصار الكافر المستعمر هو نهج ملوك الطوائف لا نهج العثمانيين!
تحت عنوان "تركيا تلجأ رسميا للناتو بشأن طائرتها" نشرت الجزيرة نت أول أمس خبر طلب تقدمت به تركيا إلى حلف النيتو بعد إسقاط طائرتها من قبل جيش بشار، وانعقد اجتماع الحلف أمس، ولا زالت ردود الأفعال تتصاعد.
إن حكام تركيا متورطون في تنفيذ الأجندة الأمريكية، التي تصر على إعطاء المهلة تلو الأخرى لبشار وعصابته، إذ إن الحكام في كل من تركيا وسوريا هم في نفس خانة الولاء الوسخ لأمريكا.
ومن الجدير هنا أن نستحضر شعارات العثمانيين التي رفعها أردوغان في خطاباته الجماهيرية خلال حملات الانتخابات لحزبه العلماني "الإسلامي!"، ونتساءل: هل هذا نهج محمد الفاتح وأحفاده؟!
أم هو نهج تتمثل فيه الصورة القبيحة لملوك الطوائف التي جسدها قول الشاعر:
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
إن أردوغان، الذي يعتبره البعض نموذجاً لوصول الإسلام في تركيا، يكشف عن صورة قبيحة متكررة من الاستخذاء أمام قوى الغرب الكافرة، لدى الحكام الذين يخادعون الأمة ويضللونها بالشعارات الفارغة، بينما يستمر في التآمر مع حلف النيتو الذي أراق دماء المسلمين في أفغانستان.
ولذلك لا بد من توجيه سؤال جاد للقابلين بالواقع الذي تمخض عن ثورة تونس من حكام تحت شعار الإسلام، والذين يصرحون بأنهم متجهون نحو النموذج التركي في الحكم، هل هذه هي النماذج التي تضحي الأمة من أجلها؟ أم هي خلافة على منهاج النبوة، يغضب فيها إمام المسلمين فيخاطب الأعداء من حلف النيتو ومن أئمة الاستعمار ومن عملائهم بأن الجواب ما ترون لا تسمعون؟!
27-6-2012