تعليق صحفي
الكهرباء والمتاجرة بمعاناة أهل غزة
أعلنت سلطة الطاقة في غزة عن توقف العمل، وذلك بعد منع النظام المصري المتكرر لدخول كميات من السولار القطري من أجل تشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة، بحيث ظهر جليا انقطاع التيار عن أجزاء من قطاع غزة يوم الخميس 6-6-2012 إلى أن أعلن النظام المصري عن موافقته على إدخال السولار القطري عبر معبر العوجة بإشراف كيان يهود، حيث تم تأجيل إدخال هذا الوقود أكثر من مرة لقطاع غزة.
تـأتي الأزمات التي يعانيها قطاع غزة في الكهرباء والوقود لتكشف حقيقة الغدر والمتاجرة بمعاناة أهل غزة وفلسطين عموما سواء من قبل كيان يهود المحتل أم من قبل تلك الأنظمة التي تحيط بفلسطين أو تظهر التعاطف مع أهلها ولها في ذلك مآرب أخرى.
فالنظام المصري على عادته المتكررة قبل الثورة وبعدها حرص على إبقاء معاناة أهل غزة من أجل الابتزاز السياسي لسلطة غزة، على الرغم من قبول سلطة غزة ورام الله اتخاذ ذلك النظام وسيطا حصريا في قضية فلسطين والمصالحة، وهو من أكبر سماسرة أمريكا في المنطقة.
أما النظام القطري الذي يحاول ما وسعه ربط قطاع غزة وسلطتها به خدمة للمشاريع الأوروبية التي تحاول التسلل للمنطقة بعدما طردت منها، مستغلة في ذلك معاناة أهل غزة و عدم مبدئية سلطة غزة وانحيازها لمن يغلب مصلحتها كسلطة بدلا من أن تقوم بفضح تواطؤ الحكام على أهل غزة.
إن تصرفات السلطة بشقيها في رام الله وغزة تنم عن عقلية لا تعرف معنى المسؤولية والرعاية، بل هي تنم عن خط استمرأته السلطات المتعاقبة على أهل فلسطين، وهو الاستمرار باستجداء العالم والظالمين على حساب معاناة أهلهم والتي تتسبب في جزء منها تلك السلطات، ما يجعلهم يصطفون في صف من يغدر بقومه وينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: " لكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ".
8-6-2012