تعليق صحفي
سياسات السلطة القمعية والظالمة وصفة لتهجير أهل فلسطين
أظهرت دراسة أجرتها وزارة التخطيط والتنمية الإدارية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن نسبة الفلسطينيين الراغبين بالهجرة بين أعمار 15-59 تبلغ حوالي 13.3% و6.7% من الأسر الفلسطينية لديها مهاجر واحد على الأقل.
قد تبدو النتيجة نتيجة طبيعية لبلد فاضت فيه القوى العاملة وضاق ذرعاً بتقلص فرص العمل وتفحل الفقر والبطالة، لكن ذلك يختلف إذا كان ذاك البلد هو فلسطين، الأرض المحتلة، التي يسعى الاحتلال إلى تفريغها من ساكنيها لإحكام قبضته عليها، مما يلقي بظلال الشك والريبة بل التآمر على السياسات التي تؤدي إلى مثل هذه النتيجة.
إن مؤشر الهجرة هذا يدل على مدى الضيق الذي يعاني منه أهل فلسطين مما دفع جزءاً منهم إلى ترك البلاد أو الرغبة بذلك، ولم تكن هذه النتيجة مستغربة في ظل وجود سياسات مقصودة مصبها الهجرة الطوعية من هذه البلاد ومحاولة ترويض الناس لقبول الحلول التفريطية التي تروج لها السلطة.
فالناس في ظل "حكم!" السلطة الفلسطينية يعانون من :
- قمع سياسي، حيث يُكبت الناس ويمنعون عن التعبير عن رأيهم، وكل من يخالف السلطة يزج به في غياهب السجون، وتحارب السلطة كل من يدعو إلى الإسلام بطريق سياسي وتمنع النشاطات السلمية وتقمعها، ووصل تعذيب السلطة للسجناء مبلغاً عظيماً فاق أذى المحتل.
- فقر وبطالة وضرائب وغلاء أسعار، مما يحيل حياة الناس إلى جحيم لا يطاق، والسلطة ماضية في تضييق الخناق على الناس عبر قانون الضريبة الجديد.
- فساد أخلاقي مستشرٍ ترعاه السلطة بأموال "المانحين"، من مسابقات رقص وحفلات غنائية مختلطة ومباريات كرة قدم نسائية ومسابقات ملكات جمال!
- عبث بعقول أبنائنا عبر مناهج تعليمية فاسدة يراد منها صناعة جيل علماني منفصل عن دينه وعقيدته وأمته.
- وملاحقات أمنية لكل من يفكر مجرد تفكير بالقيام بعمل مقاوم للاحتلال.
إن هذه السياسات وهي غيض من فيض توّلد لدى الناس احتقاناً هائلاً يدفع بجزء منهم إلى التفكير بالرحيل من هذه الأرض المباركة، وهو أمر عجز الاحتلال -بإغراءاته واجراءاته- عن تحقيقه طوال عقود.
إن على أهل فلسطين أن يرفعوا الصوت عالياً تجاه سياسات السلطة الظالمة في كل مناحي الحياة فيحاسبوها ولا يسكتوا عن جرائمها السياسية والاقتصادية والأخلاقية حتى لا يصل الأمر بها إلى تضييع العباد كما أضاعت البلاد وتقديمهم لقمة سائغة للمحتل.
كما على المسلمين جميعاً –لا سيما في بلدان الربيع العربي- أن يدركوا أهل فلسطين وأن ينصروهم بتحريك الجيوش الجرارة لتحرير فلسطين كاملة وردها لديار المسلمين، وهم على ذلك قادرون.
7-3-2012