تعليق صحفي
الاحتلال اليهودي وحماية سقوط "نظام الممانعة" !
كشفت مصادر دبلوماسية في واشنطن عن "المخاوف الإسرائيلية الجدية من احتمال إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد من دون أن يكون هناك وضوح حول مصير مستودعات وبرامج للسلاح الكيماوي"، وأفادت أن أيهود باراك وزير الحرب اليهودي طلب من أمريكا البقاء "في موقف بعيد عن التدخل السريع لإسقاط الأسد في ظل غموض حول البديل المحتمل له، لاسيما أن حظ المعارضة العلمانية لا يزال ليس بمستوى القوى الإسلامية"، وقد أكدت العربية فحوى هذا الخبر.
إن هذا الكشف يدقّ اليوم المسمار الأخير في نعش الكذبة الكبرى التي روجها "إعلام المقاومة" ولاكتها ألسن بعض القيادات طيلة عقود من التضليل حول دولة الممانعة وحول احتضان المقاومة، وهو يفتح جبهة المحاسبة الداخلية من أتباع تلك الحركات الإسلامية لكل من وقف من قادتها يضلل بأن نظام الأسد "ظل أمينا على القضية الفلسطينية".
وهو يفتح باب التاريخ لاستذكار خيانة حافظ الأب منذ كان وزيرا للدفاع السوري في حرب عام 1967 عندما أصدر البلاغ رقم 66 معلنا فيه سقوط مدينة القنيطرة، بينما كان الجنود السوريين يتصدّون للتقدم "الإسرائيلي" ويخوضون معارك عنيفة خلال نهار ذلك اليوم كما تشهد وثائق تلك الحرب، مما يكشف عن خيانة مبكرة في عائلة الأسد.
وهو يفتح باب الفضائح السياسية التي سيسجّلها التاريخ من جديد لقادة المقاومة والإعلاميين والمثقفين ممن لا زالوا ينافحون عن نظام بشار، وينذرهم بأن التاريخ سيلعنهم، ويدرج أسماءهم ضمن قوائم العار، وأنه آن الأوان لكل صاحب لب ووعي منهم أن يواجه الحقيقة، وأن يعلن توبة نصوحا عن إثم شهادة الزور لبشار المجرم، وعن جريمة المنافحة عن هذا النظام العميل الذي ظل يحرس كيان الاحتلال اليهودي، حتى صار قرب زواله مبعث قلق شديد لهذا الاحتلال المجرم.
إن باراك يوصي أمريكا بالبقاء على موقفها الحامي لنظام بشار، والسعي لتأخير السقوط في ظل غموض البديل وحضور القوى الإسلامية، وهذه التصريحات إذ تفضح عمالة النظام السوري، لتدلل على إخلاص الثائرين من أهل الشام ممن لم تستطع أمريكا أن تضمّهم تحت جناحها.
وهي تحذّر في الوقت نفسه أهل الثورة من محاولات حرف ثورتهم واحتوائها من قبل رجالات أمريكا، من الذين دسّتهم كممثلين سياسيين، ونصبتهم أمناء على الثورة في الفنادق، ليخطفوا النصر ممن تسيل دماؤهم في الخنادق. وتحاول أمريكا ترويج أولئك العلمانيين لدى الثوار، ليكونوا بديلا مضمونا الولاء بعد بشار.
وإن الواجب على الثوار الحفاظ على مستوى عال من الوعي السياسي، والحذر الدائم من غليون ومجلسه الوطني، ثم من مجلسه العسكري الاستشاري الذي أعلنه اليوم.
وسيظل البديل غامضا بالنسبة لليهود والأمريكان طالما أن أهل الثورة يستعصون على الاحتواء الأمريكي، ويرفضون العلمانية، وخصوصا واليهود يقررون أن "حظوظ المعارضة العلمانية" ليست "بمستوى القوى الإسلامية"، كيف لا يكون الواقع كذلك والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ألا إن عقر دار المؤمنين بالشام".
4-3-2012