تعليق صحفي

يتندرون في شأن عظيم! ويزعمون وصالاً بالقدس والقدس منهم براء

رئيس السلطة الفلسطينية وأمير قطر وفتاوى القرضاوي هي ثالثوت النكات والمزاح في مؤتمر الدوحة لنصرة القدس.

أحدهما يطالب دعم القدس بالزيت اقتباساً من الحديث الشريف ويقول مازحاً سواء زيت زيتون أو زيت بترول ويدعوهم للتطبيع بزيارة القدس، وآخر يزعم أنه اقترح السير إلى القدس على الأقدام لكن القرضاوي أفتى بأن ذلك المسير محصور بالفلسطينيين وطالبه بأن "يُخرج!" لهم فتوى جديدة للذهاب إلى القدس!.

ذلك هو مشهد حكام زعموا وصالاً بالقدس والقدس منهم براء؛ حكام يتحدثون عن الزيت والمشي بالأقدام لتحرير البلاد والعباد من براثن المحتلين، و"أحسنهم!" طريقة من يطالب بل يقترح لجنة تحقيق دولية للتحقيق في تهويد القدس وكأن أمر تهويدها سر باطني لا يدركه إلا المتبحرون ولجان التحقيق الشرلوك هولمزية، ويطالب برفع الأمر لمجلس الأمن!. خابوا وخسروا وتباً لهم من قادة وحكام، وسحقاً لأمثال هؤلاء الرجال إن بقيت فيهم بقية من رجولة.

القدس أيها الملتصقون بالأرض محتلة إن كنتم تدركون معنى تلك الكلمة، وهي تشمئز ممن يستهتر ويسخر بشأنها العظيم، فإن تكونوا قد غفلتم فالقدس مسرى النبي الأكرم وقبلة المسلمين الأولى ومعراجه إلى السماوات، القدس ليس علكة يتسلى هؤلاء الكركوزات بمضغها أو تفلها، بل هي دونها سفك الدماء وبذل الأرواح، وواجب المسلمين وهؤلاء "القادة!" أن يحركوا الجيوش الجرارة لتحريرها، وإنه لمن العار أن تبقى ساعة تحت احتلال شرذمة قليلين من يهود وهي في وسط بحر لجي من المسلمين الذين يحيطون بكيان يهود إحاطة السوار بالمعصم.

لكن تلك الغرابة والدهشة تزول برؤية أمثال هؤلاء الحكام يعتلون سدة الحكم في بلاد المسلمين، وتزول الغرابة والدهشة أكثر بإدراك تبعيتهم للغرب المستعمر وسيرهم في ركابه وتنفيذهم لمخططاته، فما عادوا سوى دمى وأحجار شطرنج وقناع رخيص مبتذل لتحكم الاستعمار في بلادنا ومقدراتنا.

إن مؤتمراً ينعقد لنصرة القدس ما كان يصح أن يخرج منه سوى الدعوة لتحريرها بل التحرك العملي لتحقيق ذلك، وإن كل ما سوى ذلك ترّهات وأضاليل وإن زُينت بفتاوى العلماء.

فإلى متى يبقى هؤلاء يتحكمون في قضايا المسلمين؟! ألم يحن الوقت لمحو هؤلاء جميعا دونما استثناء من مشهد المسلمين السياسي وأن تستبدل بهم الأمة خليفة راشداً على منهاج النبوة لا ترى البسمة على شفتيه إلا حال تحرير القدس؟

27-2-2012