تعليق صحفي
هل ينتظر حكام مصر أن يهلك أطفال غزة كما هلك أطفال حمص؟!
في الوقت الذي تدق العديد من الجهات الطبية ناقوس الخطر بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن غزة، مما يهدد حياة الأطفال الخدج حديثي الولادة، ويعلنون أنهم قاب قوسين أو أدنى من إعلان حالة الطوارئ، يتحدث السفير المصري لدى السلطة عما أسماه بضرر تهريب الوقود المصري على الاقتصاد المصري وعلى مصالح المواطن الفلسطيني!!
فقد اعتبر ياسر عثمان –السفير المصري لدى السلطة- أن تهريب الوقود من مصر إلى قطاع غزة يضر بالاقتصاد المصري مشيرا إلى أن نقصه ليس هو السبب في مشكلة انقطاع الكهرباء.
إن قضية امداد غزة بالوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء هي قضية سياسية بامتياز، وإن استمرار تلاعب المجلس العسكري بها ليس بعيداً عن الدور السياسي -الخادم للأجندات الغربية- الذي يقوم به المجلس في قضية المصالحة. كما أن الحديث عن الجوانب الاقتصادية في مثل هذا الموضوع هو استهتار بأرواح أهل فلسطين المسلمين، وانتظار ربط غزة بمشروع الخط العربي للكهرباء هو تقزيم لمسؤولية حكام مصر تجاه فلسطين بحصرها في الجانب الخدماتي دون مسؤولية تحرير الأرض المباركة، كما يدرك هؤلاء أن هذا الربط يخضع لموافقة يهود أو رفضهم.
إن الثابت في هذه القضية أن هناك جزءاً من المسلمين يتعرضون للخطر المحدق بهم وأن جزءاً آخر من المسلمين يعيشون بجوارهم وبيدهم إنقاذهم وتخليصهم نهائياً مما يعانون غير أنهم لا يفعلون ذلك لاعتبارات واهية حاولوا تسويقها للرأي العام.
فجدير بحكام مصر أن يدركوا فداحة الجرم الذي يقترفون وهم يشاهدون أطفال غزة الخدج قد أشرفوا على ملاقاة مصير مشابه لمصير أطفال حمص الخدج الذين قصفت قوات المجرم الأسد مشفاهم فقطعت الكهرباء عنهم ففارقوا الحياة، فبات خذلان حكام مصر لأهل غزة شبيهاً لقصف المجرم بشار لحمص وأهلها، ففعلهم واحد وجرمهم بحق المسلمين واحد وإن اختلفت الصور وتعددت الوسائل.
إن الواجب على حكام مصر، ليس مجرد "التفكير" بإمداد غزة بالوقود أو الكهرباء، بل فعل ذلك والعمل على تخليص غزة من براثن يهود المحتلين وتحكمهم بها وبمعابرها وبأجوائها وبحرها، بل وتحريرها وبقية فلسطين تحريراً كاملاً.
إن بقاء غزة تحت الحصار بالرغم من ثورة أهل مصر الجوار، يؤكد أن المجلس العسكري يقتفي خطى مبارك في سياساته تجاه المسلمين، وأن التغيير الحاصل في مصر هو تغيير شكلي لم يجاوز إلى الآن تغيير شخص الحاكم، لذا كان حرياً بثوار مصر أن يكملوا مشوارهم وأن يضغطوا على حكامهم لإحداث التغيير الجذري الذي يخلص مصر من قيود الاستعمار السياسية ويعيد لها مكانتها ودورها الريادي في تاريخ المسلمين فتعود مصر كنانة الله في أرضه وجند المسلمين الذين سيحررون فلسطين قريباً بإذن الله.
(مَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَتُسْتَحَلُّ حُرْمَتُهُ ، إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ)
18-2-2012