تعليق صحفي
وقف عائدات الضرائب يستدعي "إعادة النظر" والاعتداء على الأقصى يمرون عليه مرور الكرام!
أكدت حنان عشراوي بأن الجانب الفلسطيني سيعيد النظر في كل الاتفاقيات الموقعة مع "اسرائيل" ومنها العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية معها في حال أوقفت تحويل العائدات الضريبية للسلطة الوطنية معتبرة حجب هذه الأموال سرقة للأموال الفلسطينية وانه إجراء غير مقبول وغير قانوني. في الوقت الذي دعا نمر حماد –مستشار عباس- الدول العربية إلى دعم السلطة مالياً.
لم تعد مواقف الهزيمة أو لعق المواقف المعلن عنها شيئاً غريباً عن المنظمة والسلطة وأزلامهما، فهذا ديدنهم، ونهج التسول السياسي لا يفارقهم.
ولعل تصريحات عشراوي التي تتزامن مع مخططات يحيكها يهود ضد المسجد الأقصى وتهديداتهم اليومية باقتحامه، تكشف عن العقلية النفعية لهؤلاء التجار الذين يسمون أنفسهم "قادة وطنيين" أو أصحاب "مشروع وطني".
فقطع عائدات الضرائب التي ينفقها هؤلاء على أجهزتهم الأمنية التي تقمع الناس وتحمي المحتل، وينفقونها على رحلاتهم الخارجية وأزلامهم وسياراتهم الفارهة أو يكدسونها في أرصدتهم في البنوك الخارجية، هو خط أحمر ليس كبقية الخطوط التي أصابها إعصار فباتت لوناً آخر لا تضمه قائمة الألوان، وانظر هنا إلى التهديد بإعادة النظر في كل الاتفاقيات الموقعة مع يهود؛ تهديد لم يستخدمه أزلام المنظمة ووليدتها السلطة سوى للرد على قطع العائدات الضريبية، بينما ارتكب ويرتكب كيان يهود المجازر ويعتقل ويدمر ويدنس المقدسات ويحرق المساجد ولا يرى هؤلاء في تلك الفظائع ما يرتقي لمستوى قطع الضرائب ليهددوا بنفس العقوبة!!.
إن الحقيقة التي يحاول هؤلاء حجبها بغربال، أنهم ليسوا أهلاً لقيادة أهل فلسطين وليسوا أهلاً للدفاع عن المقدسات، كما لم يكونوا يوماً أهلاً لتحريرها، وأنهم زمرة من المستثمرين الذين يتجارون بفلسطين وأهلها في أسواق واشنطن ولندن وباريس وكيان يهود، وكل عبارات التشدق "بالوطن" ومقدساته ليست سوى اسطوانة مشروخة ملّ الناس سماعها، وما عادت تنطلي على أحد بعدما فضح أمرهم.
إن المنظمة والسلطة قد أجرموا بحق قضية فلسطين من بعد ما أضاعوها، وها هم يفقدون ثمن إجرامهم وتضييعهم لفلسطين البخس يوماً بعد آخر، فلن يحصدوا أكثر مما جنوا، وينتظرهم غضب الأمة العارم، ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
فليكفوا أيدهم عن فلسطين وأهلها خير لهم إن كانوا يعقلون.
12-2-2012