تعليق صحفي
فلسطين تُحرر بزحف الجيوش يا شيخ الأزهر لا بالمسيرات والأبحاث
أعلن في مصر عن موافقة المجلس العسكري على ما تقدم به شيخ الأزهر أحمد الطيب من اقتراح بغرض تسيير مسيرة مليونية تنديدا بتهويد القدس، وذلك في إطار عمل لجنة شكلها الطيب "لدراسة مشاريع لخدمة القدس" وأنّ من بين مشاريع هذه اللجنة "إنشاء مركز ثقافي تحت إشراف الأزهر لهذا الغرض يقوم بالتعاون مع كافة المراكز البحثية والسياسية للوقوف على حجم التهديد الذي تتعرض له القدس من تهويد واستيطان"، بحسب الخبر.
في الوقت الذي لا زالت فيه الأمة تحطم حواجز الخوف والقهر والتضليل التي غرزها فيها حكام الجور، لا زال هناك من يحاول تضليل الأمة وحرفها عن مسارها الصحيح. فلم يكن أبناء المسلمين لينسوا فلسطين وأهلها، وهم الذي رفعوا شعار "فلسطين ستحرر من النهر إلى البحر ونحن من سيحررها"، في دعوة سابقة للزحف تجاه فلسطين من أجل تحريرها.
ولكن علماء السلطان هم من يساهمون في مواصلة تضليل الأمة وأبناء المسلمين عن التحرك والتصرف الواجب تجاه كيان يهود، وفي هذا السياق تأتي دعوة شيخ الأزهر لمسيرة مليونية احتجاجا على تهويد القدس، وكأن شيخ الأزهر لم يسمع بحكم الجهاد وتسيير الجيوش، وكأن حكم الجهاد لم يصل لمسامع هذا الشيخ، أو كأن فضيلة "الأمام الأكبر" لم يعرف أنّ فلسطين كلها محتلة بما فيها قدسها شرقيها وغربيها، وأنّ تحريرها واجب!!.
فالمشكلة في نظر شيخ الأزهر هي في مصادرة يهود لبيت هنا أو هناك، أو إقامة مستوطنة أو توسيع أخرى، أو عرقلة وهم دولة فلسطينية في حدود عام 67، فالمسألة في نظره ليست في وجود كيان يهود بقدر ما هي مصادرة أراض أو هدم منازل، هذه هي رؤية شيخ الأزهر الذي يطلب الإذن من المجلس العسكري بعقد مسيرة، بدلا من أن يأمر المجلس والجيش وأهل مصر بوجوب التحرك عسكريا للقضاء على يهود !!.
والأمر المثير هنا أيضا أنّ شيخ الأزهر يريد إنشاء المعاهد التي تُعرف بالقدس وحجم التهديد الذي تواجهه؟ فلماذا يا شيخ الأزهر؟! هل النبش في الخرائط وفي ركام المنازل التي يهدمها يهود ليل نهار هو الأمر الذي تحتاجه القدس؟
وهل يريد شيخ الأزهر أن يجعل من الأزهر مجرد مؤسسة بحثية تعقد الندوات والمؤتمرات ثم تتوجه إلى المؤسسات الدولية طالبة منها التدخل لمنع هدم منزل أو تدنيس مقبرة؟، ليحيل شيخ الأزهر بذلك علماء الأزهر إلى مجرد عُجز لا يقدرون على شيء مما كسبوا!.
إنّ دور العلماء لهو مختلف اختلافا عظيما عن اللهو الذي يقوده شيخ الأزهر، وما فعل العز ابن عبد السلام رحمه الله إلا خير مثال على الدور العظيم الذي يمكن للعلماء أن يلعبوه في حياة المسلمين.
إنّ على المسلمين ومنهم أهل مصر أن لا ينخدعوا بدعاوى التضليل التي تصرف عن الحل الحقيقي، وعلى أهل مصر أن يأخذوا على يد حكامهم وعلمائهم ليقودوا جحافل جيش الكنانة لتحرر فلسطين والمسجد الأقصى من دنس يهود، وعلى أهل مصر أن يواصلوا المسير نحو تحطيم أصنام هذا الزمان من الحكام والعملاء والمأجورين ممن تسموا بأسماء وألقاب العِظام.
17-11-2011