فرنسا تتحدى والأمة ترقب من يتصدى !
تصرّ أقطاب الرأسمالية الغربية بمؤسساتها الإعلامية والسياسية على تحدي المسلمين واستفزاز مشاعرهم الإسلامية من خلال تكرار التهجم على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ كررت مجلة فرنسية التهكم على الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في سياق السخرية من التطورات السياسية اللاحقة للثورتين في تونس وليبيا. حيث تمادت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية بغيها مستهزئة بالقول إنه تم تعيين نبي الإسلام الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" رئيساً لتحرير عددها الذي سيحمل اسم "شريعة إيبدو"، ونشرت على صفحتها الاولى صورة للنبي يبدو فيها مسرورا مع عبارة "100 جلدة اذا لم تموتوا من الضحك!"، وعلى الصفحة الأخيرة صورة تمثل النبي مع أنف مهرج أحمر، بل تقوّلت المجلة ونسبت مقالاً فيها للرسول. وقد أكدت الحكومة الفرنسية أنها تتضامن مع هذه المجلة المجرمة، وأنها تعتبرذلك حرية رأي تقدّسها، كما نقلت فضائية فرانس 24 هذا اليوم عن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان، مما يحعلها شريكة في الجرم.
يأتي هذا التحدي السافر من الرأسمالية وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة في العالم بعد سقوطها الأخلاقي، وبعد إفلاسها الحضاري، وفي ظل أزماتها الاقتصادية، إذ تحاول أن تنال من الإسلام الصاعد كحضارة تعيد صياغة التاريخ من جديد، وخصوصا وهو يتأهب لينبثق كقوة عالمية تعيد ترتيب خارطة العالم على أساس من العدل والخيرية للبشر، وهو ما تدلل عليه توجهات الأمة في ظل الحالة الثورية التي تجتاحها.
وفي الوقت الذي تسخف فيه فرنسا بالمسلمين وبمقدساتهم، وبنبيّهم الذي وصفه القرآن: "وإنك لعلى خلق عظيم"، لا زالت هنالك أصوات لبعض المضللين (بفتح اللام وكسرها) ممن يروجون لفرنسا الحاقدة "كصديق"، وممن ينخدعون بعرضها التافه في محفل اليونسكو لدى تصويتها على قبول فلسطين كعضو فيها.
وكذلك من الذين نصّبوا أنفسهم مجالس ثورية بينما هم يرتمون في أحضان هذه العدوة المتحدية للأمة، والتي يتبجح وزيرها بلا وجل بأنه يتضامن مع تلك المجلة التي تتحدى أمة تغطي وجه الأرض بمليار ونصف مليار مسلم.
إن مثل هذا التحدي الوقح يجب أن يحرّك مشاعر التصدي الصارخ عند المسلمين في شتى بقاع الأرض، وخصوصا في البلاد التي يعتليها ثائرون ضد الهيمنة الغربية، ويجب أن يتصدوا سياسيا لكل من يحاول مد الجسور مع فرنسا، وتجب مطالبتهم أن يوقفوا أي تواصل سياسي مع الدول الرأسمالية، التي تشن حربا فعلية على الأمة من خلال حلف النيتو، وبالتالي يجب أن يكون هنالك رفض قاطع لأي تدخل غربي في ثورات المسلمين، فها هو الغرب يكشف عن أنيابه ضد الإسلام.
و أمام هذا التحدي الوقح، يجب على الثائرين وعلى كافة المسلمين أن يندفعوا للتحرك الجاد للقضاء التام على الرأسمالية وعلمانيتها وديمقراطيتها، وتوقيف جرائمها الوحشية التي يرتكبها حلف النيتو ضد المسلمين، وأن يعلنوا في مسيراتهم الاحتجاجية على هذه الجريمة -صراحة بلا مواربة- أن الإسلام هو النظام الذي يريدونه في ظل خلافة على منهاج النبوة تجمع الأمة رغم أنف فرنسا وأوروبا ومعها أمريكا.
لقد جاءت هذه الجريمة لتكشف لكل من يحاول أن يصوّر الإسلام على أنه "ديمقراطي"، بأن الديمقراطية تستبيح شتم الرسول صلى الله عليه وسلم تحت شعار حرية الرأي وحرية الإعلام، فهل يمكن لمن له بقية من وعي إسلامي أن يرضى بهذه الديمقراطية العلمانية الكافرة التي تتحدى الأمة في رسولها سيد ولد آدم ؟
ويبقى سؤال في آذان العقلاء ليعتبروا: لماذا لا يسخر المسلمون من عيسى عليه السلام، ولا من موسى عليه السلام، ولا من اي نبي من أنبياء الله، بينما يسخر النصارى واليهود من محمد عليه السلام ومن كل تعاليم الإسلام ؟
6/11/2011