تعليق صحفي
حكام مصر الجُدد على نهج من قبلهم في حماية يهود !!
المتابع لمواقف النظام المصري بوجهه الجديد "المجلس العسكري"، يرى أنها لا تختلف عما كانت عليه زمن المخلوع مبارك. ففي عهد المخلوع كان الويل والثبور لكل من يمس كيان يهود، وكذلك الحال في عهد الوجه الجديد للنظام، مع تخفيف اللهجة، فالويل و الثبور والحبس والقتل لمن يقض مضاجع يهود، وإن كان بشكل أقل حدة بحكم التهاب الأجواء الثورية وتكسر حاجز الخوف عند الناس في وجه كل من يريد مصادرة إرادتهم.
فمؤخرا بدلا من تكريم الأبطال الذي هاجموا سفارة يهود في مصر والتي لا زال النظام يحميها، أو حتى بدلا من طرد هؤلاء السفراء من أرض مصر، أصدرت محاكم النظام أمس حكما بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ، على 73 من مقتحمي سفارة يهود في مصر والذين تجمهروا غداة قتل جيش يهود لستة جنود مصريين.
والأمر اللافت للنظر هو أنّ التعامل مع أهل فلسطين ومنهم أهل غزة لا زال على حاله مع بعض الرتوش التجميلية، وكأن الثورة لم تحصل وكأن التقارب مع يهود والذي كان أحد أسباب ثورة الناس على النظام، لم يتعظ منه حكام مصر الجدد.
ففي عهد المخلوع اقتصر دور النظام المصري على ممارسة الضغوط من تحت الطاولة على فصائل المقاومة، والعمل على التنسيق بينها وبين يهود على كل هدنة جديدة، وعندما تتصاعد الأوضاع واعتداءات يهود يتحول النظام المصري لانجاز البطولات بالسماح لقوافل الإغاثة بعبور غزة، وكأن مصر اختزلت في هلال أحمر أو سيارة نقل للبطانيات.
واليوم أيضا لا يزال النظام المصري على حاله تلك من لعب دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وبين كيان يهود، وهو الدور الذي تجلى في العدوان الجديد على غزة ولعب المخابرات المصرية دور الوسيط بين تلك الفصائل وبين كيان يهود، وكأن مصر بثورتها قد اختزلت في جهاز مخابرات بين يهود وبين أهل فلسطين.
وإنّ حال قادة تلك الفصائل يجعلهم جزءا من هذا التضليل باستمرار شكرهم لجهود المخابرات المصرية والاكتفاء بهذا الدور ولسان حالهم "كفى الله المقاومين الثائرين شر جرح العلاقة مع النظام المصري"، فهؤلاء القادة لا يخطر ببالهم مطالبة الجيش المصري بالتحرك نصرة للدماء المسفوكة في فلسطين مع أنه الحل الوحيد والذي بات عامة الناس يرددونه، وأكثر ما يطالبون به هو فتح معبر رفح أو تسهيل الحركة عليه أو المطالبة بمصر كوسيط بينهم وبين يهود، وفي كل هذا وذاك يستمر شكرهم للوسيط المصري "المخابرات المصرية" والتي تنسق بينهم وبين يهود، وهم بذلك يسهمون بشكل أو بآخر في تخدير الأمة وفي إعطاء زخم لمعاهدة كامب ديفيد الخيانية بتأكيدهم على الدور المصري القديم الجديد والمفاوض ليهود.
إنّ أي نظام في الدنيا لا يمكن له الاستمرار بدون إحدى أمرين إما الثقة وإما المهابة، ولقد فقدت الأمة الثقة بالأنظمة الحالية من زمن، واليوم فقدت الأمة المهابة من حكامها وقمعهم وظلمهم فثارت عليهم ولا تزال جذوة ثورتها مشتعلة لم تنطفئ، وإنّ كل من يحاول ركوب هذه الثورات عليه أن يعلم أن خداع الناس بالتغييرات الشكلية والترقيعية هو أمر قد عفا عليه الزمن، وأنّ الأنظمة الحالية لا تزال بعيدة جدا عن مطالب الأمة وإن حاولت خداعها، وأن الأمة في نهاية الأمر ستوصل من يمثلها للحكم بما أنزل الله ومن يعبر عن خيريتها واستعدادها لتطبيق الإسلام وتحريك الجيوش، فالبطولة لا تأتي من فتات طاولات المفاوضات وإنما من ضربات ساحات الجهاد.
1-11-2011