إنّ ما تقوم به دولة يهود وقطعان مستوطنيها وجيشها ما كان ليحدث لولا أنّهم أمنوا العقوبة.
أمنوا عقوبة الدول العربية وجيوشها الجرارة الرابضة في ثكناتها، والتي لا يحركها الحكام إلا لحماية عروشهم وسفك دماء الشعوب حينما يخرجون ليطالبوا بحياة كريمة. فلو كانت دولة يهود تضع في حساباتها احتمال أن تتحرك الجيوش أو إحداها لنصرة أهل فلسطين المستضعفين لما تجرؤوا على عشر معشار ما تجرؤوا عليه، ولما تجرع أهل فلسطين المر والهوان عشرات المرات يوميا على يد أذل خلق الله، يهود.
أمنوا عقوبة قوات السلطة وعناصر أجهزتها الأمنية، سبعون ألفا أو يزيد من العناصر العسكرية في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، الذين بات الواحد منهم لا يخطر بباله ولو للحظة أنه يجب عليه أن يحمي أبناء شعبه من هجمة يهود وغطرستهم، ولا حتى من هجمة قطعان مستوطنيهم وآحادهم، سبعون ألفا من القوات التي تملك السلاح ولكنها لا تعرف أن توجهه سوى نحو نحور أبناء فلسطين والمخلصين منهم، ولحماية يهود ومستوطنيهم. فلو كان يهود يظنون أنّ هذا السلاح قد يخرج للحظة عن سيطرتهم ليدافع عن أبناء فلسطين ونسائها وأطفالها وهم يرونهم يقتلون ويعتقلون وتهدم بيوتهم، لما جابوا المناطق شرقا وغربا دون خوف أو وجل، ولما تحركت قطعان مستوطنيهم وكأنها محمية ومصانة تعيث في الأرض الفساد.
أمنوا عقوبة المقاومين، بعد أن جردتهم السلطة من كل عناصر المقاومة، وملأت بهم سجونها ولاحقت من عجزت يد يهود أن تطالهم لتحول بينهم وبين أن يؤذوا يهود بشوكة. ثم تخرج السلطة لتذرف دموع التماسيح على ما يصيب أهل فلسطين وكأنها لا يد لها فيما أصابهم من ذل وهوان.!!!
نعم، قوم يهود لا يعرفون إلا منطق القوة، فلا أعراف دولية ولا أخلاق ولا إنسانية ولا عهود ولا مواثيق تردعهم، فما يردعهم هو فقط الخوف والرد المناسب. وهذا ما يجب أن تقوم به جيوش المسلمين، أن تتحرك لتحرير فلسطين ونصرة أهلها المستضعفين، وبغير ذلك سيبقى يهود يقتلون ويذبحون ويهددون ويتغطرسون على أهل فلسطين العزل دون حساب ولا عقاب.