إن واقع السلطة الهش يؤكد أنها مشروع مصطنع فاقد لأدنى مقومات البلدية الكبيرة علاوة على مقومات الدولة، كما أنها تفقد أي دعم شعبي والفجوة بينها وبين أهل فلسطين هائلة، وأن وجودها إنما هو مشروع دولي ومخطط يرمي إلى الإجهاز على قضية فلسطين وإكمال مشوار منظمة "التحرير" التفريطي، ووجودها مرهون بالسياسة الغربية في المنطقة لا غير.
فالسلطة من حيث المقومات لا تملك أدناها، وهي تعيش على فتات المال السياسي الملوث وعلى المال المغصوب من الناس، فهي تنهب أموال الناس عبر الضرائب والمكوس والضابطة الجمركية "قطاع الطرق"، وتنفق هذه الاموال على أجهزتها الأمنية التي تسهر على حماية المستوطنين بينما تبطش بأهل فلسطين كما فعلت في مسيرات حزب التحرير السلمية في الذكرى التسعين لهدم الخلافة في الضفة الغربية، وإذا أرادت أن تعطي للناس حقوقهم من رواتب ونفقات تعليم وتطبيب وجدت خزينتها خاوية!.
والسلطة كذلك لا امتداد شعبي لها، فهي منفصلة عن الأمة وأهل فلسطين بسيرها في المخططات الغربية ومحاربتها لأهل فلسطين ومحاربتها للإسلام ودعوته، حتى بات رجل أمن السلطة يرى في أهله وعشيرته وأبناء دينه هم الأعداء بينما يأنس باليهود المغتصبين الأعداء تحت ستار التنسيق الأمني واحترام الاتفاقيات!!
ومع انكشاف هشاشة السلطة على كافة الصعد والمستويات، لا زال قادة السلطة -بدون حياء- يتحدثون عن إقامة دولة فلسطينية!! ويتحدثون عن الذهاب للأمم المتحدة ليتسولوا تلك الدولة!، وحقيقة أمرهم أنهم يتفانون في تنفيذ الأجندات الغربية سواء قادت إلى اعلان تلك الدولة الهزيلة المسخ أم إلى التراجع عن ذلك تحت ذريعة الضغوطات السياسية والمالية.
إن زج السلطة للناس وأمور معاشهم في متاهاتهم السياسية عبر قطع الرواتب والتضييق المالي والوظيفي، يراد منه إخضاع الناس ليسلموا بما ستقدم عليه السلطة من إجراءات، واعتبار سيرها في مخططات الكافرين هو "أهون الشرين" في نظرهم.
لكن ما لم تفقهه السلطة، أو من يقف وراءها، أن هذه الأمة كريمة المعدن، وأن ما تمارسه السلطة وأربابها الأمريكان والأوروبيون من ألاعيب لن تقود الأمة وأهل فلسطين إلى التفريط بالأرض المباركة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتعلم السلطة أن أهل فلسطين إنما يزدادون يوماً بعد يوم حنقاً عليها جراء خيانتها وسياساتها التي أورثت الناس الفقر والضيق والكبت السياسي علاوة على تضييع فلسطين ومحاربتها للإسلام.
فلترتدع السلطة عن تلاعبها بفلسطين وأهلها وأمور معاشهم، ولترعوِ خير لها، وإلاّ فهي سنة الله في الأنظمة الظالمة أن تأخذ الشعوب بحلاقيمها وتجهز عليها، ولتعلم السلطة كذلك أن الخلافة آتية قريباً بإذن الله وستحاسب كل من فرط بفلسطين وأورد أهلها المهالك حساباً عسيراً، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.