المؤسسات الدولية هي أدوات للكافر المستعمر واللجوء إليها هو استعانة بالعدو
التفاصيل
تعليق صحفي
المؤسسات الدولية هي أدوات للكافر المستعمر واللجوء إليها هو استعانة بالعدو
اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عبر موقعها على الانترنت القدس عاصمة لدولة الاحتلال اليهودي. وأثار هذا الاعتراف استنكار البعض ومطالبة آخرين الجامعة العربية ومنظمة اليكسو بالضغط على اليونسكو ومطالبتها بالالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والتي تعتبر القدس أراض عربية محتلة.
يأتي قرار اليونسكو هذا في خضم "الزخم" السياسي الذي تفتعله السلطة والجامعة العربية وهي تروج للذهاب إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب للاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول القادم، ليؤكد من جديد أن المؤسسات الدولية التي تلهث خلفها السلطة وجوقة الحكام ليست سوى أدوات للكافر المستعمر وأن اللجوء إليها هو ارتماء واستعانة بالعدو وترسيخ لنفوذه في بلادنا.
لم يكن قرار اليونسكو هذا باعتبار القدس عاصمة لكيان يهود الغاصب هو الأول من نوعه بل كان واحداً من سلسة جرائم اقترفتها اليونسكو ومؤسسات الأمم المتحدة وسعت من خلالها إلى العبث بثقافة المسلمين وحرفها بما يخدم أجندات الدول الاستعمارية ويسوق للكيان اليهودي الغاصب في المنطقة. ولعل إقدام الأمم المتحدة على تدريس المحرقة المزعومة ليهود في مدارسها في غزة هي عينة من تلك الآثام. كما كانت اليونسكو دوماً شاهد زور على جرائم يهود بحق المقدسات في فلسطين حيث تسكت على الحفريات التي يجريها الكيان اليهودي في القدس والتي تكاد تهوي بالمسجد الاقصى وإن استنكرت ذلك في بعض الأحيان استنكرته بخجل أو بعد فوات الأوان كما فعلت في ضم المسجد الإبراهيمي وقبر بلال لقائمة التراث اليهودي.
إن تاريخ المؤسسات الدولية في التعامل مع المسلمين يفيض بالتآمر والكيد، وهذه المؤسسات التي تدّعي الحرص على حقوق البشر، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، هي من ألقمت فلسطين لهذا الكيان اليهودي الغاصب وشرعت احتلاله للأراضي المحتلة عام 48، وها هي الان تشرع احتلاله لما تبقى من فلسطين لا سيما في القدس. وهذه المؤسسات هي من اعتبرت مؤخراً حصار غزة البحري حصاراً قانونياً يوافق الشرعة الدولية، ودعا أمينها العام إلى التصدي لقافلة الحرية الثانية ومنعها من الإبحار بدل أن يدعو لرفع الحصار الجائر عن غزة.
إن الواجب على المسلمين وعلى مناصري العدل ومحاربي الظلم في العالم أجمع، العمل على تقويض هذه المؤسسات وهدمها على رؤوس أصحابها المستعمرين الذين يختبئون خلف الشعارات الإنسانية الزائفة، فهذه المؤسسات كانت دوماً هي أساس الظلم في العالم وراعيته، وأداة للقوى الغربية الاستعمارية، وإن بقاء التعلق بهذه المؤسسات الفاسدة ومناشدتها القيام بدور في قضايا المسلمين هو ترسيخ للاستعمار وجعل سلطان للكافر على المسلمين وتثبيت لنفوذه في زمن تسعى الأمة لاقتلاعه، وهو كمن يستجير من الرمضاء بالنار.