نقلت الجزيرة نت خبر تلميح وتهديد كيان يهود بإمكانية إلغاء اتفاق أوسلو ردًا على نية السلطة التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل اعترافها بدولة فلسطينية لا واقع لها.
من المعلوم أن اتفاق أوسلو كان كارثة سياسية على أهل فلسطين وعلى المنطقة فقد مكّن لكيان يهود في الأرض، وأعفاه من المسئولية المترتبة على استمرار احتلاله قطاع غزة والضفة، وحوّل "الثورة الوطنية" إلى سلطة تقمع شعبها وتحمي أمن المحتل وتحارب الناس في رزقهم وقيمهم الإسلامية وتمنع وتحرم المقاومة المسلحة، و...
وبالرغم من أن كيان يهود هو المستفيد من مثل هذا الاتفاق إلا أنه يهدد ويلمح بإمكانية إلغاء هذا الاتفاق لما علم أن هذه السلطة لم تبق أي خط رجعة لنفسها-بتوافق عربي مخزٍ-، وإنما أوغلت بلا تردد وبكل معاني الغباء السياسي في طريق المفاوضات كطريق أوحد "لاسترجاع" الحقوق، وهو ما ينعاه عليهم من يستعدون لخوض مستنقع المساومة على فلسطين برداء المقاومة!.
إن ما يطلق عليه "استحقاق سبتمبر" عبارة محاولة هروب من فشل وعقم مشروع السلطة ومشروع المفاوضات إلى الأمام – فشل حتى من منظور من قادوا هذا المشروع الآثم -، وهي خطوة تعترف السلطة بأنها لا تهدف إلى نزع "الشرعية" عن كيان يهود وإنما لدفعه إلى المفاوضات التي هي غاية الغايات ومحور الكون عندها، ولا يمكن لهذه الخطوة أن يعلن عنها إلا بتنسيق مع الولايات المتحدة لممارسة نوع من الضغط على كيان يهود لاستئناف المفاوضات ثم تقوم الولايات المتحدة إما بالاعتراض في النهاية على القرار وإما بالتوصل إلى صيغة جديدة مؤقتة كملهاة.
إن رفض كيان يهود مسألة سبتمبر ربما لا يكون نابعًا مما سينتج عن هذه المسألة بقدر ما هو رفض مبدأ فرض الأمور عليه، والرغبة في الاستمرار في الاستفادة من نهج المفاوضات بين توقف واستئناف وتجميد، فجل ما يتوقعه الكيان هو بدء جدال قانوني في المحكمة الدولية في لاهاي الذي بدوره لن ينتج شيئًا.
وإن اعتراف كل دول الأرض بدولة فلسطينية لن يغير من الواقع على الأرض، فهذا الاعتراف هو بمثابة اعتراف بحل الدولتين لا أكثر، وقد سبق أن اعترفت أكثر من 120 دولة بالدولة الورقية عام 1988م فماذا قدم ذلك أو أخّر؟
إن مبدأ المساومة على شبر من فلسطين مهما كانت مبرراته ومهما كانت شعاراته ومرجعياته المزيفة جريمة عند الله وعند الأمة، فهذه أرض خراجية ومقدسة وهي حق للأمة إلى قيام الساعة، ولا يملك أحد التصرف بها ولا يجوز له ذلك، ويبدو أن حقائق القرآن والتاريخ تغيب أمام الواقعية والرغبة في الوصول لأية نتيجة عند المتصارعين على بيع فلسطين، فنسوا أن الحقوق لا تستجدى ولا توهب وإنما تنتزع انتزاعًا فقط.
فإذا كانت الحركات الفلسطينية لا تستطيع –وهي كذلك- تحرير فلسطين فلم تحشر نفسها في حفرة الوطنية ومستنقع "الشرعية الدولية"؟! لم تستنجد بعدوها وتواليه ولا تستنجد بأمتها في هذه الظروف الذهبية؟! لم لا يؤوون إلى ركن ربهم الشديد؟!