ان رمضان شهـرُ البعثةِ المباركةِ والنبوةِ الكريمةِ والرسالةِ الشريفةِ، شهرُ القرآنِ والنـّور، ثـُمَّ هـُوَ شهرُ الدعوة والهُدى والكِفاح ضد الكفر والظلم، شهرُ الجِهاد والنـّصر والفتح، ثـُم رمضانُ شهرُ الصَّومِ والصَّبرِ ......، رمضانُ شهرُ الإسلامِ العظيم .
فالحمدُ للهِ ، الذي أكرَمَنَا بهذه النـِّعَم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين الذين سَطـَّروا لنا كلَّ هذهِ المعاني لتكونَ للأمة أسوةً ومنهاجاً .
لقد أظـَلـَّنا شهرُ رمضان ... فماذا أعددنا له؟ كثيرةٌ هي المعاني والحِكَم التي تـُستفاد مِنهُ، وكثيرةٌ كذلك هي الدّروس التي يتحدث بها المسلمون عن هذا الشهر، فهو شهرُ الإسلام الذي انبثقَ فيه نورُه حتى عَمَّ الأرض بأسرها ، فأينَ المسلمون اليومَ مـِن هذا ؟.
لقد انحسرَ نورُ الإسلام عن الأرضِ وحتّى عن بلادِ المسلمين منذُ هـَدمِ خلافتِهم ولَم يَبقَ إلا في مساجدهم، وانحسرَ عن ايام السَنةِ إلا في شهرٍ من العام رمضان ، وأيامٍ من الشهرِ الجمعة والعيدين .
إنَّ أظهر رسالةٍ لرمضانَ وأعظمَها ان يعملَ المسلمون ليكونَ العالم كـُلـُهُ للإسلام، والأرض كـُلها تخضع لسلطانه وتستظلُ بعدله وشريعته .
انَّ مفهوم الأمة الإسلامية الواحدة من أبرز معاني هذا الشهر، وهو الرسالة التي يجب على المسلمين ان يعملوا لتحقيقها في دولة المسلمين الواحدة الخـــــلافة.
لقد أجمع الكفر والكفار على حرب الإسلام والمسلمين جهاراً نهاراً ، وحشدوا وألـَّبـوا علينا... فلم يـَعُد لأحدٍ من عذرٍ في القعود عن القيام بواجب حمل الدعوة ونصرة الدين .
أيها المسلمون .... رمضانُ لكم فلا تـُضَيعوا شيئاً مـِنه، رمضان لكم فلا تجعلوا الكفارَ وأعوانهم الحكام يسلبونه منكم بلهو وتضليل .....
أيها المسلمون .... رمضانُ شهرٌ تـُصَفـَد فيه الشياطين نصراً من العزيز الرحيم ، حتى تنطلق الأمة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وهي اليوم بثوراتها المباركة تتهيأ لذلك بإذن الله .
رمضانُ شهرُ العمل للإسلامِ ونهضةِ المسلمين للفوزِ بالدارين .