طالب الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الاثنين بـأن تكون مصر دولة ديمقراطية "حديثة" مؤكدا أن الإسلام "لم يعرف في حضارته الدولة الدينية".
واعتبر الطيب أن "ذلك الإجراء يدعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التي تعتمد على دستور يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية ويحدد إطار الحكم ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها وتكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح".
يعلم شيخ الأزهر بأن الديمقراطية تعني أن السيادة للشعب أي التشريع للشعب، فهل عرف الإسلام والمسلمون في حضارتهم وتشريعاتهم وتاريخهم مثل هذا قيد لحظة؟!
ويعلم شيخ الأزهر بأن اختيار الحاكم هو للأمة في دين الله تعالى، فلمَ يُعزِ هذا الأمر للديمقراطية ولا يعزيه للإسلام؟!
ويعلم شيخ الأزهر بأن نظام الخلافة عرفته الأمة طيلة 13 قرنًا، فلمَ يحصر الأمر بين دولة دينية (دولة مستبدة تحكم بالحق الإلهي كما كان يزعم النصارى) ودولة ديمقراطية؟!
ويعلم شيخ الأزهر بأن مسألة فصل السلطات حل متوهم لمشكلة وجدت عند من يفصلون الدين عن الحياة كي لا يحصل الاستبداد برأيهم، فهل يؤيد بقاء فصل الدين عن الحياة حتى ينادي بفصل السلطات؟َ!
ويعلم شيخ الأزهر أن الحكم على الأفعال ليس إلا لله، وأن الديمقراطية تجعل الحكم للأكثرية، ومع ذلك يطالب بجعل التشريع للشعب ويزين باطله بقوله "بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح"، فهل كان الحكم للأكثرية المسلمة أم قال الله تعالى بنص قطعي: (إن الحكم إلا لله)؟! وهل النائب المنتخب يحوز رتبة المجتهد بمجرد انتخابه؟ أم أنه سيحوز رتبة من يُخضع أحكام الله لرأيه؟!
ويعلم شيخ الأزهر بأن الإسلام جعل المسلمين أمة واحدة ودولة واحدة وحرّم تفرقهم إلى أكثر من دولة، فلمَ يطالب بدولة وطنية؟!
والغريب العجيب أن شيخ الأزهر لا يطالب بدولة إسلامية، تحكم بما أنزل الله في جميع شئونها؟ أيظن الرجل أن الله تعالى لم يأمر بذلك ولم يعرف الإسلام ذلك؟، أم أن الإسلام سيظلم المسلمين وغير المسلمين والديمقراطية ستنصفهم؟! والعياذ بالله. (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
ألا يكفينا العذاب والشقاء التي جرته الديمقراطية ودولها على المسلمين، حين احتلت بلادنا باسم الديمقراطية وحين دعمت الديكتاتوريات في المنطقة باسم الديمقراطية، ودعمت كيان يهود في احتلاله لفلسطين باسم اليمقراطية، وغير ذلك كثير
إننا ندعو شيخ الأزهر لينحاز إلى دينه لا إلى منصبه، ويحتكم إلى شرع ربه لا إلى أهواء السياسيين، عسى الله أن يتوب علينا وعليه.