"جامعة" الدول العربية مفرقة منتنة...فليكن محلها مزابل التاريخ
التفاصيل
تعليق صحفي
"جامعة" الدول العربية مفرقة منتنة
فليكن محلها مزابل التاريخ
نقلت وسائل الإعلام عن أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية قوله لوفد يمثل مظاهرة كانت أمام مقر الجامعة: "الجامعة العربية لتسيير مصالح الحكومات العربية وليست لتلبية مطالب الشعب العربي". وقوله: "أنا في عملي لست إنسانا وخارج نطاق العمل أنا إنسان".!
إن تاريخ وسلوك "جامعة" الدول العربية يؤكد كل يوم أنها أداة للحفاظ على تجزئة هذه الأمة الواحدة وعلى الأنظمة العميلة بالشكل الذي يقرره الأسياد في العواصم الغربية، فأصبحنا لا نكاد نرى قرارًا لـ"الجامعة" إلا لتمرير سياسات الدول الاستعمارية وبطلب ظاهر أو باطن منها، وخير مثال على ذلك هو ما كان في مسرحية إعطاء تفويض لعباس في السير في المفاوضات غير المباشرة وذلك بأمر من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وها هي ذي "الجامعة" تستجيب لرغبة الأسياد في التدخل العسكري في ليبيا فتجتمع وتنفذ المطلوب بإعلانها طلب التدخل الأجنبي الاستعماري في ليبيا، بينما تخرس ألسنتها تجاه مذابح سوريا وهمجية النظام فيها وذلك وفق السياسة الأميركية نفسها التي ما تزال تعطي بشار الأسد المزيد من الوقت لقمع وقتل المتظاهرين ومحاولة وأد الثورة على نظام الممانعة المزعوم.
فإذا كان هذا حال هذه المؤسسة: أداة لتمرير سياسيات الدول الاستعمارية ولضمان بقاء أنظمة الحكم الجبري جاثمة على صدورنا - إلا إذا رأت الدول المستعمرة تغيير وجه من الوجوه-،ولتكريس فرقة المسلمين، وإذا كان المسلمون في مرحلة انتفاض على هذه الأنظمة الجائرة، فإنه يتوجب على الثائرين الانقضاض على هذه المؤسسة التي لا يدخلها إلا من ألقى بمخافة ربه وبإنسانيته وراء ظهره قبل أن يدخلها.
إنه لا شك بأن التغيير لا يكون بتغيير الوجوه وتغيير الأسماء، وإنما يكون بالتركيز على المضمون، وهذا يعني أن التغيير يجب أن يمتد إلى الأساس الذي ينجب مثل هؤلاء الحكام وهذا الأساس هو التبعية للمستعمر وعدم الحكم بما انزل الله في جميع شئون الحياة.
ومؤسسة "جامعة" الدول العربية أداة من أدوات التبعية وتكريس الفرقة فلا بد للثائرين من اسقاطها وإلقائها إلى مزابل التاريخ، فهي مفرقة ومنتنة، ويجب أن لا يرضوا إلا بما يرضاه لهم ربهم: وحدة واحدة على أساس الإسلام فلا ينخدعوا ببريق العبارات.