السلطة الفلسطينية تثبت بأنّ المصالحة أخر ما يمكن أن يكون سببا "لاتفاق المصالحة"
التفاصيل
تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية تثبت بأنّ المصالحة أخر ما يمكن أن يكون سببا "لاتفاق المصالحة"
ليس من الغريب على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ما قامت به يوم أمس في مدينة نابلس حين قمعت اعتصاما سلميا نفذه أهالي المعتقلين السياسيين احتجاجا على استمرار اعتقال أبنائهم في المدينة، فهذا الأمر ليس بالغريب ولا المستهجن على سلطة استمرأت الدوس على كرامة الناس والاستهتار بنفوسهم وكراماتهم.
وليس من الغريب ما قامت به من الاعتداء على عدد من الصحافيين والنواب المشاركين في الاعتصام ومصادرة كاميرات الصحافيين والاعتداء بالضرب على النائبة منى منصور وعلى المنسقة الإعلامية لمكتب النواب في المدينة، وذلك لأنّ السلطة تعرف أنّها لا تستمد شرعيتها ولا سلطانها من الناس والشعب، فهي تعرف أنّ وجودها مرهون بتنفيذ أجندات الممولين من أمريكان وأوروبيين ويهود، لذلك فهي لا تكترث بشعبيتها أو صورتها أمام الإعلام أو الشعب.
فخديعة "المصالحة" لم تكن أكثر من حصان طروادة ركبته السلطة من أجل تغليف الاتفاق السياسي الذي احتاجته السلطة وأمريكا من أجل المضي قدما في العملية الاستسلامية، وهذا بتصريح كبير السلطة عباس، الذي قال أول أمس: "إنّ المصالحة الوطنية مصلحة فلسطينية عليا، تسهم في دفع عملية السلام إلى الإمام، من خلال توحيد الشعب الفلسطيني وتشكيل حكومة 'تكنوقراط' تعيد إعمار قطاع غزة وتحضر للانتخابات القادمة."
وهي كذلك- أي المصالحة- كانت لازمة للسلطة لإنقاذها من الانهيار بعد أصبحت صورتها أمام أهل فلسطين لا تقل سواداً عن الأنظمة العربية التي تهاوت والتي في طريقها إلى التهاوي أمام ضربات الثورات الشعبية؛ فقد جاءت المصالحة بعد أن أصبح الناس لا يرون أجهزة أمن السلطة سوى بلطجية مبارك ومرتزقة القذافي وشبيحة بشار، فكانت مصلحتها في إعادة إشراك حماس في السلطة لترقع الصورة المهترئة، في حال شبيهة بانتخابات 2006 التي جاءت بعد أن اهترأت السلطة وفقدت شعبيتها.
هذا فضلا عن أنّ "المصالحة" إنما جاءت بعد الفشل السياسي المدوي الذي منيت به السلطة بعد تعنت يهود وإدبارهم للسلطة وأحلامها.
وإلا ما الذي يمنع السلطة لغاية الآن من الإفراج عن المعتقلين لو كانت فعلا تقصد الصلح والوئام؟!!
إنّ فيما يحدث لعبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد، عبرة لكل ذي بصر وبصيرة، فالحكام ومن وراءهم سيواصلون المكر بالأمة وبقضاياها حتى أخر رمق فيهم، وهم مستعدون لفعل أي شيء من أجل الحيلولة دون نهضة الأمة واستعادة سلطانها وعزتها، ولكن العاقبة لن تكون إلا للمتقين بإذن الله، وهذا ما يجب أن يدعو كل مسلم إلى الاصطفاف إلى جانب الحق والتشبث به دون أن يأبه بوعود الشيطان وأوليائه، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.
فحضن الأمة هو الأولى بكل مخلص وصادق، لا حضن السلطة ولا الحكام ولا أمريكا والغرب.!! فهل من مدكر؟!