نفاق الغرب في التعامل مع ثورات المسلمين بات موضع انتقاد من الغربيين أنفسهم!
التفاصيل
تعليق صحفي
نفاق الغرب في التعامل مع ثورات المسلمين بات موضع انتقاد من الغربيين أنفسهم!
تحت عنوان "المملكة المتحدة تدرب القوات السعودية لسحق الربيع العربي" تقول صحيفة الأوبزيرفر إنّ بريطانيا تقوم بتدريب الحرس الوطني السعودي ـ الذي نشرت قواته مؤخرا خلال الاحتجاجات الأخيرة في البحرين ـ في عمليات مكافحة الشغب واستخدام بنادق القنص.
وتمضي الأوبزيرفر بالقول إنّ التأكيد على أنّ التدريب الذي يتلقاه الحرس الوطني السعودي من بريطانيين يتركز في حفظ النظام في المملكة السعودية، وكشف ذلك في نهاية أسبوع الذي أقرت فيه قمة الدول الصناعية الثمانية تمويل دول تتجه نحو الديمقراطية في أعقاب بزوع الربيع العربي مما دفع البعض إلى اتهام السياسة الخارجية للحكومة (البريطانية) بالتناقض مع نفسها.
وتشير الصحيفة إلى أن العائلة المالكة في البحرين قد نشرت 1200 من الجنود للمساعدة في قمع التظاهرات في آذار/مارس الماضي، وأن الحكومة البريطانية أعربت حينها عن "قلقها الشديد" إزاء التقارير التي ترد بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان ترتكبها هذه القوات.
وتنقل الصحيفة عن نيكولاس غيلبي من "الحملة ضد تجارة السلاح" قوله إنّ "دور بريطانيا الهام على مدى سنوات في تدريب الحرس الوطني في السعودية في ضمان الأمن الداخلي قد مكنت أفراد هذه الحرس من تطوير تكتيكات لمساعدتهم في إخماد الانتفاضة الشعبية في البحرين".
كما تنقل عن أوليفر سبراغ مدير برنامج السلاح في منظمة العفو الدولية ومقرها لندن قوله "لقد أعربنا في العام الماضي عن قلقنا من استخدام السعوديين أسلحة ـ تزودهم بها كما تقوم بصيانتها المملكة المتحدة ـ في القيام بهجمات سرية في اليمن أسفرت عن مقتل مدنيين يمنيين".
وتقول الصحيفة إن النائب جوناثان إدوارد وجه أسئلة مكتوبة في مجلس العموم البريطاني لوزارة الدفاع قوله: إنه وجد" إنه من النفاق الشديد أن تتحدث قياداتنا هنا في الملكة المتحدة ـ سواء من العمال أو المحافظين ـ عن دعم الديمقراطيات في الشرق الأوسط وغيره فيما تدرب في نفس الوقت قوات القمع التابعة للديكتاتوريات".
وتشير الصحيفة إلى أن أفراد الحرس الوطني السعودي يحصلون على أماكن بارزة في الدورات العسكرية في كليتي ساندهيرست ودارتموث. وتقول إن العائلة المالكة السعودية قد اسست الحرس الوطني أصلا خشية ألا يقوم جيشها النظامي بدعمها إذا ما هبت انتفاضة شعبية.
وبذلك فإنّ الصحيفة لم تبق مجالا للشك في أنّ حكام المسلمين إنما هم خدام وربائب للغرب، وأنّ الغرب هو من يقف وراء أجرامهم وتدريبهم على سحق شعوبهم، وفي اللحظة التي يصبح فيه الحكام عاجزين عن السيطرة على الأوضاع بعد كل القتل والدمار والإجرام كما حدث في تونس ومصر وكما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا، فإنّ الغرب يتخلى عنهم ويلبس الثوب الآخر ليكمل مشوار استعماره للمسلمين دون أن يأبه بمن يسقط من عملائه وخدّامه.
فها هي أمريكا قد دعمت مبارك طيلة سنين حكمه وكانت تعده رجلها الأول في المنطقة، ولما عجز عن الاستمرار تخلت عنه وتركته يواجه مصيره الأسود.
وكذلك ابن علي والقذافي اللذان أمضيا عمرهما في خدمة المصالح البريطانية وطاعة الأوامر، تخلت عنهما أوروبا وبريطانيا، وبل كانتا من أوائل من وجه الضربات إلى القذافي، ولبست أوروبا وبريطانيا الثوب الجديد وأصبحتا داعمتان للحرية والديمقراطية والمجلس الانتقالي.
وكذلك تخلت بريطانيا عن صالح في اليمن، وستتخلى أمريكا عن بشار في سوريا في الساعة التي ستفقد فيها الأمل في المحافظة على نفوذها هناك، لتنقلب بعدها أمريكا من حامية لبشار، سفاح سوريا، الذي لم يسلم منه لا الرجال ولا النساء ولا الأطفال، لتصبح بعدها أمريكا حامية للحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان في لحظة واحدة.
نعم، إنه النفاق الغربي، بل هي الرأسمالية المتوحشة التي لا تعرف سوى مصلحتها ولو كانت على جماجم البشر ودمائهم.
فهلا أدرك الحكام هذه الحقيقة قبل فوات الأوان، وهلا أدرك من بدؤوا يسيرون على خطى الحكام، من الفصائل والحركات الفلسطينية، في مسايرة الغرب والتعلق بحباله والارتماء في أحضانه، قبل أن يصيبهم ما أصاب الحكام من قبل وما سيصيب بقيتهم إن شاء الله من خزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشد؟!!
نعم، لقد بات حقد الغرب ومكره للمسلمين واضحا كالشمس في رابعة النهار، حتى بات ذلك محل انتقاد من أبناء جلدتهم كما هو واضح أعلاه، وبذلك لم يبق لأحد عذرٌ في أن يغازل الغرب ويجاريه تحت أي ذريعة كانت. فالغرب هو عدو الأمة الحقيقي وهو من سام الأمة سوء العذاب، ولولاه لما بُني للحكام المجرمين صرحٌ أو سلطان.