لجنة المتابعة العربية تصر على الإعراض عن ثوابت الأمة وتطلعاتها وتيمم وجهها شطر الأمم المتحدة
التفاصيل
تعليق صحفي
لجنة المتابعة العربية تصر على الإعراض عن ثوابت الأمة وتطلعاتها وتيمم وجهها شطر الأمم المتحدة
يتحدى شباب الأمة كل الأوهام ويجتازون الحدود غير آبهين بصرخات تحذرهم من وجود ، ويتلقون الضربات والحجارة في زحفهم نحو حدود فلسطين، ويخرجون في صلوات فجر مليونية نصرة لفلسطين، وتهتف الملايين للقدس وفلسطين في ميدان التحرير وشوارع تونس وبلاد المسلمين، ويقف الشيوخ في المظاهرات متحدين سافرين يطلبون فتح الحدود لتحرير فلسطين.
وفي هذه الأجواء التي يتمناها كل مخلص حريص على تحرير أرض فلسطين وبعث الحماسة في نفوس الأمة للتغيير واستعادة المقدسات، أجواء باتت الأمة فيها أكثر من أي وقت مضى مستعدة لدفع أغلى الأثمان مقابل استعادة المقدسات ومتحمسة لرد الصاع صاعين لكل من استباح أرضها، فقد كسرت كل الحواجز وهانت عليها الدنيا وأصبحت العزة والأنفة أغلي من رغيف الخبز والعيش الرغيد .
في هذه الأجواء التغييرية تخرج لجنة المتابعة العربية التي تعبر عن القرار السياسي للأنظمة الحاكمة لتجسد بقرارها الأخير ذلك الواقع المرير الذي تعيشه تلك الأنظمة وذلك الانسلاخ عن معتقدات الأمة وثوابتها وتكرس ذلك العمى السياسي الذي لا يرى شباب الأمة وتحركهم الجدي نحو التغيير الجذري فيبقى التعلق بالتبعية للغرب لأنها مصدر شرعيتهم فلا ترى الأنظمة الحلول إلا عبر المنظار الأمريكي الذي يتجاهل حجم التحرك واليقظة التي أصابت الأمة.
إن الانهزامية والتبعية تقود تلك الأنظمة المهترئة وما انبثق عنها من لجان بائدة إلى التوجه للأمم المتحدة التي تكرس الاحتلال وتشرع وجود الكيان الغاصب وتعترف بأحقية المغتصبين في معظم الأرض المباركة .
فقد "جددت اللجنة التأكيد على الموقف العربي بأن السلام العادل والشامل مع إسرائيل لن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضـي العربيـة المحـتلة إلى خـط الرابـع من يونيـو/ حزيران 1967 بما في ذلك الجولان السوري المحتل والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين، وذلك طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية "، وفي ذلك التأكيد تجديد لخيانة الأنظمة العربية واستعدادها الدائم للتنازل عن الأرض المباركة للكيان اليهودي .
إن قرار اللجنة العربية لمتابعة المبادرة العربية- وهي المبادرة التي تضع فلسطين على طبق من ذهب ليهود- في التوجه للأمم المتحدة طلبا للاعتراف "بالدولة الفلسطينية على أساس حدود 67" يعتبر قفزة إلى الأمام في عالم التنازل والتخاذل، ففي ظل اهتزاز كيان يهود على وقع انتفاضات الشعوب الإسلامية واعتراف قياداته بالخطر الذي يهدد وجوده،
يأتي قرار لجنة المتابعة ليطمئن الكيان اليهودي ويعطي الشرعية لوجوده، في خطوة ليست غريبة على تلك الأنظمة العميلة التي لا تمت إلى الأمة بصلة، أنظمة تقتل شعوبها وتيمم وجهها شطر البيت الأبيض، لكن الغريب أن لا تدرك تلك الأنظمة الواقع الجديد الذي يسطره شباب الأمة بأجسادهم، وأن تصم آذانها عن نبض الأمة وتغلق أعينها عن تشوق الأمة لتحرير فلسطين كاملة.
إن الأمة الإسلامية التي تولي وجهها شطر المسجد الحرام خمس مرات يوميا، وتقرأ سورة الإسراء في قرآنها، لن تتوجه يوما إلى الأمم المتحدة لاسترجاع مسرى رسولها، ولن تعترف بأي قرارات تبقي الكيان اليهودي في الأرض المباركة، فالأمة تتجه وبسير مطرد نحو استعادة سلطانها بإقامة دولة الخلافة التي ستطبق شرع الله في الأرض وتضع حكم الله في الأرض المباركة موضع التطبيق ، فتتجه جيوش الخلافة من فورها لتحرير الأرض المباركة ورفع راية العقاب في باحات المسجد الأقصى .