الترقيعات الشكلية لم تفلح في إخماد حركة الأمة التصاعدية
التفاصيل
تعليق صحفي
الترقيعات الشكلية لم تفلح في إخماد حركة الأمة التصاعدية
تحدث وزير العدل المصري المستشار عبدالعزيز الجندي اليوم عن إمكانية عقوبة مبارك بحكم الإعدام، في جريمة قتل متظاهرين سلميين، "اذا ثبت ادانته وأدلة تقتنع بها المحكمة" مشيرا الى أن الرئيس السابق "مواطن عادي وسيطبق عليه القانون بعدالة". وسبق للقضاء المصري أن حل الحزب الوطني الحاكم السابق وجهاز أمن الدولة واعتقل البارزين من عصابة مبارك وأبنائه وزجهم في السجون.
وشهدت القاهرة مؤخراً مظاهرات أمام السفارة "الاسرائيلية" تطالب بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد. ولا زالت الاحتجاجات اليومية تعم تونس كذلك رفضاً لمحاولة خداع الناس ببعض الترقيعات.
إن هذه الأحداث المتتابعة تؤكد أن الأمة ذات تاثير قوي اليوم، وأن هذه الأحداث هي في بداياتها، وأن محاولات استرضاء الشعوب من خلال سجن الحكام ومحاكمتهم أو ترقيع بعض القوانين والأنظمة أو حل اجهزة المخابرات والأمن السياسي أو حل الأحزاب الحاكمة، لم تفلح في اخماد حركة الشعوب او الحد من مطالبها، بل هي حركات تصاعدية.
إن استمرار الاحتجاجات في كل من مصر وتونس يؤكد حقيقة أن هذه الشعوب لم تقبل بمجرد التجميل الشكلي، وأنها تسعى لاستعادة زمام المبادرة بكل ما تعنيه الكلمة، وها هي بمطالبتها الغاء اتفاقية كامب ديفيد تسعى لتكريس نظرتها وتتطلع لتحقيق أهدافها الحقيقية غير آبهة بخدع الاستعمار.
إن الثورات التي حصلت في كل من مصر وتونس، وإن لم تحقق التغيير المنشود، إلا أنها فرضت الأمة كلاعب مؤثر بل رئيس في هذه البلدان، وأن أنظمة الحكم التي لازالت مرتبطة بالقوى الغربية الاستعمارية لم يعد يستقر لها وجود أو يثبت لها قرار، ولعل رعاية مصر لموضوع المصالحة وإعلانها عن فتح معبر رفح الاسبوع القادم يأتي في سياق محاولة كسب ثقة أهل مصر الذين نزعوا ثقتهم ممن لا يلبي تطلعاتهم.
إن تحرك الأمة واستمرار حركتها حتى في البلدان التي خلعت فيها رؤوس الطغيان، يعد علامة خير وبشرى لها ما بعدها بإذن الله، وإن الكفار وأتباعهم من السياسيين والحكام مهما قدموا من تنازلات لن يفلحوا في كسب رضى الأمة، وستصطدم الامة عاجلاً أم آجلاً مع هؤلاء المراوغين لتدرك أنهم لا زالوا على خطى بن علي ومبارك سائرون.
إن على الأمة ان تدرك أن التغيير الحقيقي لن يحصل إلا بإقامة الخلافة، وأنها اليوم باتت أقرب واقدر من أي وقت مضى على إقامتها فما عليها سوى ان تغذ الخطى باتجاه اقامتها وأن تشكل قوة ضغط على أهل القوة والمنعة لينصروا العاملين للخلافة فيحصل التغيير الحقيقي وتعود الامة الإسلامية خير الامم.