لقد باتت مسألة دور الناتو في ليبيا محل جدل وشكوك، فبعد مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء العملية العسكرية للناتو ما زال الوضع مأساوي في ليبيا ومازال القذافي يتمتع بقدرات عسكرية وقوة تمكنه من السيطرة على كثير من المدن والتنكيل بالشعب الليبي خاصة في مصراتة، وهو ما دفع الثوار إلى التساؤل مستنكرين فيما إذا كان الناتو يريد للقذافي الانتصار عليهم أم لا؟.
ومنذ ما يقارب أسبوعين ومسألة تسليح الثوار بين أخذ ورد بين بريطانيا وفرنسا وأمريكا ودول الناتو الأخرى، تحت ذريعة الالتزام بقرار مجلس الأمن.
وهكذا بات الأمر محيرا للكثيرين في فهم دور الناتو وأمريكا وفرنسا وهدفهم من التدخل.
ولكن هذه الحيرة سرعان ما تتبدد حينما يتم ربط الخيوط مع بعضها البعض، فمن ملاحظة النقاط التالية:
وغيرها من النقاط الكثيرة والتي تدور حول نفس الفكرة، وهي التواصل مع الثوار وقادة المجلس الانتقالي بشتى أشكال التواصل اللوجستي والمخابراتي، في حين يتردد الغرب في إمداد الثوار بالسلاح أو القضاء على القذافي.
وهو ما يدل على أنّ الغرب متخوف من البديل عن القذافي، فالغرب لا يريد أن تؤول البلاد إلى مخلصين من أبناء الأمة والذي يعني حينها إنهاء النفوذ الغربي في ليبيا. فالغرب إنما يريد أن يطمئن إلى أنّ البديل عن القذافي سيخدم مصالحه ولن يخرج عن طوعه، وهذا ما يكشف سر التواصل المخابراتي واللوجستي النشط والذي لم يتوقف لحظة منذ بدء الثورة في ليبيا، في حين نرى التباطؤ والتلكؤ في الدعم العسكري الذي من شأنه أن ينهي نظام القذافي.
وهذا ما يؤكد على حقيقة أنّ الصراع الذي يجري الآن في العالم الإسلامي إنما هو صراع بين المسلمين والإسلام من جهة والغرب الرأسمالي وأدواته الحكام من جهة أخرى، فلا مشكلة عند الغرب في إلقاء الحكام والتخلص منهم إذا ما اقتضت المصلحة ذلك ولكن على أن يكون البديل هو من نفس الجنس والولاء.
وهو ما يؤكد أيضا على أنّ استعانة المسلمين بالغرب، ولو كانت لحرب الشيطان، إنما هي انتحار سياسي وجرم شرعي، وهذا ما أكدته التجربة الليبية.