ثورات الأمة تزيل ورقة التوت الأخيرة عن سوءات الحكام
التفاصيل
تعليق صحفي
ثورات الأمة تزيل ورقة التوت الأخيرة عن سوءات الحكام
قال قائد الأركان الأسبق لجيش يهود دان حالوتس للقناة العبرية العاشرة فيما نشرته جريدة القدس أن تل أبيب مطالبة بترقب الوضع في سوريا بعين مفتوحة ويقظة لكن دون محاولة التدخل في شؤون هذه الدولة.
وأبدى حالوتس مخاوفه من استغلال "منظمات إسلامية متطرفة" الفراغ الناجم في حالة حصول فوضى.
وذكر الموقع الاستخباري "الإسرائيلي" (ديبكا) اعتماداً على مصادر مخابراتية "إسرائيلية" فيما نشرته وكالة معا قولها أنّ الجهود منذ 24 الجاري منصبة على اقناع السعوديين و"الاسرائيليين" بالجلوس مع بعضهم، وأنّ السعوديين و"الاسرائيليين" يجلسون مع بعضهم لتدارس سبل التعامل مع "التمرد" في البلدان العربية.
يوما بعد يوم تكشف الأحداث زيف المشهد السياسي الذي كان يطغى على المنطقة قبل الثورات العربية وأنه لم يكن سوى مشهدا مسرحيا كاذبا. فلا وجود حقيقي لتصنيف الأنظمة في العالم الإسلامي إلى موالاة وممانعة، ودول تقيم علاقات دبلوماسية مع كيان يهود الغاصب وأخرى لا ترتبط به بعلاقات معلنة بل وتسميه العدو والمحتل في إعلامها.
فقد كشفت هذه الثورات، أنّ الحكام –على اختلاف تابعيتهم السياسية- وكيان يهود هم في جبهة واحدة في مواجهة الأمة، فيهود قلقون من انهيار نظام الأسد، والمفترض إعلامياً أنهم يناصبونه ويناصبهم العداء، بينما في الحقيقة يعترفون أنه وعائلته قد أمّنوا الحدود معهم طوال عقود (عاموس جلعاد). وقد أمد الكيان اليهودي القذافي بالسلاح والمرتزقة، وطالب الغرب بالتدخل في مصر خشية التغيير الحقيقي، وهو يراقب الأوضاع في كافة البلدان العربية ويتطلع لاستمرار الطغمة الدكتاتورية التي حفظت أمنه وحدوده منذ نشأته.
لقد أبانت الثورات أنّ الحكام وكيان يهود والمستعمرين الأمريكيين والأوروبيين هم في صف والأمة في صف آخر، وأنّ تلك القوى تبذل قصارى جهدها للحيلولة دون أن تحقق الأمة التغيير الحقيقي القائم على أساس الإسلام، لذا فهم دائمو الخشية من أن "تستغل" الحركات الإسلامية هذه الثورات، على حد تعبيرهم.
لقد أزيلت الغشاوة عن أعين المسلمين، وباتوا يدركون أن لا فرق بين الأسد ومبارك، ولا بين عبد الله الثاني وعبد الله بن عبد العزيز والقذافي، ولا بين صالح وبوتفليقة، فكلهم جبهة واحدة في عداء الامة والمحافظة على النفوذ الاستعماري وحماية أمن يهود. ولا أدل على ذلك من تصريحات القذافي عندما اعتبر انهيار نظامه تهديداً لأوروبا وكيان يهود، ومثلها تصريحات بن علي ومبارك في التحذير من صعود الإسلام وقيام دولته.
إنّ الأمة في وسط هذه المعركة لا بد لها من الوعي على ما يحاك ضدها من محاولة حرف الثورات عن غاياتها، وأن لا تنخدع بمحاولات التجميل والترقيع للأنظمة التابعة، وأن تمنع تكرار سيناريو التدخل الاستعماري العسكري في ليبيا.
إنّ جيوش المسلمين – مكمن القوة - مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تنحاز انحيازاً كلياً إلى جانب الأمة لترجح كفتها، فتقطع أيدي العابثين المستعمرين، وتنهي عهد الطغاة المتجبرين، وأن تنصر دعاة الخلافة لإحداث التغيير الحقيقي الذي لن يكون إلا بالإسلام ولن يتحقق إلا عبر بوابة الخلافة.