فالقذافي يبدو أنّه أدرك أنّ الشعوب باتت تتحرك للتغيير، وأنّ الأمة لم تعد تطيق السكوت والخضوع للحكام الطواغيت، ويبدو أنّه بدأ يستشعر قرب دوره ليلحق برفيقيه ابن علي ومبارك.
ولكن يبدو أن القذافي لم يستوعب الدرس كاملاً بعد، فلم يدرك أنّ وعي الأمة لم يعد كما كان، وأنّه لم يعد ينطلي عليها ألاعيب الحكام وتضليلهم.
فبعد أن أدرك القذافي أنّ نهايته قد اقتربت يحاول تضليل المسلمين بتوجيههم إلى الذهاب عزّلاً نحو "إسرائيل" عن طريق ما أطلق عليه "تجمعا سلميا على حدود "إسرائيل".
فما زال يتمسك بالدعوة إلى السلام المذل، لأن هذا ما يرضي أسياده في الغرب الذين يدّعي عداءهم في الوقت الذي يمنحهم كل مقدرات البلد من نفط وغاز ومعادن.
ولكن هيهات هيهات أن يتمكن القذافي والحكام من إرجاع الأمة إلى الوراء، فالعجلة لا تتحرك إلا للأمام، وما هي إلا برهة وتنتهي حقبة الملك الجبري ليولد عهد الخلافة الراشدة من جديد.