قالت شركة المحاسبة برايس ووترهاوس كوبرز، وهي أكبر شركة محاسبة وتدقيق عالمية أن كلفة استضافة مونديال 2022م في الدوحة قد تكلف الميزانية القطرية 100 مليار دولار وربما أن الكلفة قد تصل إلى 120 مليار دولار لكثير من المنشآت التي قد تستخدم لشهر واحد فقط.
وقال مصدر قطري أن ثمة قلق في الدوحة على المستويين الحكومي والشعبي من أن تنتهي منشآت المونديال إلى الصدأ والتآكل كما هو حال المنشآت الرياضية التي أقامتها اليونان لاستضافة اولمبياد 2004 والتي صار من الصعب إدامتها وصيانتها.
وأفاد تقرير صحيفة التايمز البريطانية الذي كتبه هيو توملينسون أن الكلفة الأولية لاستضافة المونديال والمقدرة بـ 50 مليار دولار لا تمثل إلا نصف الكلفة المنتظرة مما يجعل مونديال الدوحة 2022 "المونديال الأكثر كلفة في تاريخ المسابقات الرياضية في العالم." المصدر.
التعليق:
إن إنفاق 120 ألف مليون دولار على مشروع لهو سيستعمل لشهر واحد فقط، ثم تتحمل الدولة تكاليف صيانته الباهظة يعتبر من السفاهة بمكان، ويعتبر عبثًا بأموال المسلمين جميعًا، ورغم أن بعضهم يحاول التخفيف من وقع السفاهة والقول بأن ذلك سيدر الأرباح الهائلة على الدوحة فإن أحدهم لم يستطع الزعم أن هذه الأرباح ستبلغ تكاليف الإنفاق فضلاً عن الأرباح ..
وذكر عدد من المحللين أن اليابان التي استضافت بطولة عام 2002 بالاشتراك مع كوريا الجنوبية تدفع اليوم فاتورة صيانة للملاعب التي بنتها لكأس العالم تفوق بكثير الأرباح المادية للمباريات التي جنتها إذ تبلغ الخسائر السنوية لتلك المنشآت ستة ملايين دولار تعوضها الحكومة من عوائد الضرائب.
ولكي نقرب صورة السفاهة هذه يكفي أن نقول أن هذا المبلغ – والذي ربما يزيد- يكفي لشراء حوالي 900 طائرة F-35 "شبح" التي يبلغ ثمن الواحدة منها حوالي 130 مليون دولار، أو 170 غواصة دولفين الحديثة التي يبلغ ثمن الواحدة منها حوالي 700 مليون دولار، أو حوالي 100 حاملة طائرات، أو ..
إن هذه الأموال هي أموال ملكية عامة لجميع المسلمين فهي تحصّل من البترول والغاز، ولا يجوز لكائن من كان أن يتصرف بها هكذا، ويجب أن يعلم كل مسلم في الكرة الأرضية أن له حق في هذه الأموال، ويجب عليه أن ينكر هذه التصرفات، فلو قُسّم هذا المبلغ لوحده على المليار ونصف المليار من المسلمين لكان حصة كل واحد منهم، من الرضيع إلى الكهل تساوي 80 دولارًا أو كان نصيب كل رب عائلة 450 دولار تقريبًا!
ولو وزع هذا المبلغ على شكل قروض حسنة قدرها 20 ألف دولار لكفى 6 ملايين مسلم.. والحديث يطول عند أصحاب العقول في ما يمكن أن يعمل لصالح المسلمين بمثل هذا المبلغ..
أيها المسلمون:
إن مشكلة الفقر ومشكلة التبعية للمستعمرين ليست ناجمة عن عدم وجود مقدرات، أو عدم وجود قوة عسكرية، أو عدم وجود علماء وطاقات وتعداد بشري وموقع جغرافي، وإنما هي في وجود حكام عملاء أضاعوا دين المسلمين ودنياهم، فرقوا الأمة وبددوا ثرواتها ورهنوها لخدمة المستعمرين وأنفقوها على الملاهي والمباني.
لذلك فمن المحتم شرعًا ثم عقلاً أن تتحرك الأمة مع العاملين لتغيير هذه الأنظمة الفاسدة الفاجرة وإقامة نظام الإسلام الذي يحفظ دماء وأموال وأعراض المسلمين ويطرد نفوذ المستعمرين إلى غير رجعة ..
فكونوا على يقين أن لا حل لمشاكلكم، ولا هناءة ولا سعادة ولا عزة و لا كرامة إلا في ظل نظام الإسلام، ولا إسلام إلا بخلافة ولا خلافة إلا ببيعة لرجل من المسلمين يحكم بالإسلام والإسلام فقط.