خبر وتعليق: المعركة واحدة...والحصار واحد ...فلتكن خلافة واحدة
التفاصيل
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية ، إن بعض قادة الشرق الأوسط مخطئون حينما يظنون أنهم في منأى عن انتشار أعمال العنف السياسي في بلادهم، داعية إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية واسعة في المنطقة قبل أن تصيبها "عاصفة هوجاء" على حد تعبيرها.
*****
تتجلى الآن على أرض مصر وغيرها من بلاد المسلمين ملامح المعركة بين الحق والباطل، بين الحضارة الإسلامية وظلام الرأسمالية الاستعمارية وأدواتها من أنظمة عميلة تربعت على صدر الأمة ردحا من الزمن، تقتل وتعذب وتنهب خيرات الأمة وتضيع مقدراتها في سبيل الحفاظ على كراسي الحكم التي قامت بدعم من الغرب المستعمر، الحاقد على الإسلام وأهله والطامع في خيرات وثروات الأمة الإسلامية.
وتتلاقى خيوط المؤامرة الدقيقة وتتوحد لتظهر واضحة جلية سافرة في وحدة جبهة الحكام والقوى الغربية الاستعمارية في مواجهة الأمة الإسلامية، فحصار غزة وقصفها وإمداد الكيان اليهودي بالغاز وتسليط رجال السلطة على المخلصين من أبناء فلسطين لقتلهم واعتقالهم وتعذيبهم ومحاولة تكميم أفواههم، كل ذلك كان ضمن خطة غربية صليبية حاقدة شارك فيها حكام المسلمين العملاء، وها هي القوى الاستعمارية تتفانى في سبيل المحافظة على نفوذها في المنطقة خوفاً من التغيير الجذري الذي بات يلوح في الأفق والذي سينهي وجود النفوذ الغربي الاستعماري وبالتالي وجود الكيان اليهودي على الأرض المقدسة.
من هذا الباب جاء تحذير وزيرة الخارجية الأمريكية لزعماء دول الضرار وإرهابهم، وتخييرهم بين الانصياع التام للهيمنة الأمريكية؛ ثقافة ونفوذاً فتوفر لهم "الحماية!" الموهومة، وبين أن تتركهم لقمة سائغة فتخلعهم الجماهير الغاضبة.
هذه هي المعركة الحقيقية، بين الإسلام والكفر، بين التبعية للغرب وبين الانعتاق منها والإخلاص للإسلام وأهله، بين العبودية لأمريكا وأزلامها وبين العبودية لله وتحكيم شرعه، إنها المعركة بين الاستعمار وبين المسلمين الثائرين على بقايا الطغيان ومخلفات الاستعمار، إنها المعركة بين الظلام والنور، بين شباب الأمة وبين بلطجية الأنظمة العميلة الخائنة.
لذلك فلتكن هذه هي المعركة الأخيرة قبل قيام الخلافة الإسلامية، فإذا كان الغرب قد حدد عدوه ورمى الأمة الإسلامية عن قوس واحدة، ونظر للأمة الإسلامية كأمة واحدة لا تقسمها حدود عند اشتعال الفتيل، وتذكر أنها صاحبة حضارة واحدة توحدها ومشاعر واحدة تحركها،
إذا كان الغرب ينظر إلينا الآن كأمة واحدة بدأت تنهض وتتخلص من الظلم والتبعية له وبات يعد العدة لإحباط تحركاتها عبر تضليلها بتغيير بعض الوجوه،
فإنه لا بد للأمة أن تسير في الطريق حتى نهايته، بأن تجعل إقامة حكم الله في الأرض بإقامة الخلافة الإسلامية الجامعة القضية المركزية لها، بأن تجعل هذا الهدف أولى اولوياتها الذي يستحق التضحية والموت من أجله، فلا حياة للأمة من دون الإسلام ولا إسلام من دون دولة ولا دولة بدون تضحية، والأمر بات قاب قوسين أو أدنى فتونس حركت مصر ومصر ستحرك سوريا والجزائر واليمن وسينفرط عقد الخيانة وستكسر سلسلة القيود وستزال الحدود.
بانتظار صلاة جامعة مع الإبطال في باحات المسجد الأقصى، ندعو جميع المترددين للحاق بركب الخلافة ودعوتها.