خبر وتعليق: هل تدق ساعة الحقيقة يوما لدى رجالات المنظمة والسلطة؟!
التفاصيل
القدس- لمّح مسؤول شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إلى امكانية استقالته من منصبه على خلفية تسريب وثائق سرية متعلقة بالمفاوضات مع "اسرائيل" إلى قناة "الجزيرة" اذا ما ثبت ان الوثائق فعلا سربت من مكتبه.
*****
إن قادة المنظمة ورجالات السلطة قد أوغلوا في التفريط وتضييع قضية فلسطين، وبعيداً جداً، عن الوثائق التي نشرتها الجزيرة، فالحقائق على الأرض وانحدار القضية الفلسطينية عن المستوى اللائق بها كقضية أرض مقدسة لأمة عظيمة أحتلت أرضها، وما تحولت له منظمة "التحرير" من منظمة لتحرير الأرض إلى مجرد موظفين وأجراء في بلدية فياض، وعند كيان يهود لحماية أمنه، ومن قبله لدى الولايات المتحدة الأمريكية كأدوات، وتقزم "المشروع الوطني الفلسطيني" إلى بلدية تافهة لا تملك من امرها شيئا، كل ذلك كفيل لأن يدعو قادة المنظمة ورجالات السلطة إلى الاستقالات الجماعية وترك التلاعب في قضية فلسطين ورفع أيديهم عنها، وإعادتها لحضن الأمة الإسلامية، لو كانوا يعقلون أو يملكون من أمرهم شيئا.
لقد دعا حزب التحرير في فلسطين، من قبل ما أصاب هذه السلطة من عار الفضيحة على الملأ، "قادة منظمة التحرير أن يقدموا استقالات جماعية من العمل السياسي، وأن يعترفوا أمام الأمة أنهم قد خذلوا القضية، لعل مواجهة ساعة الحقيقة هذه تخفف من عقابهم في الآخرة ومن خزيهم في الدنيا"، واعتبر أن "قادة هذه المسيرة السلمية قد أجرموا بحق قضية فلسطين، وأن القضية قد أسندت من قبل الأنظمة العربية لمن فرّط فيها".
وكان الحزب قد تساءل عبر مكتبه الإعلامي في فلسطين من قبل "هل دقت ساعة الحقيقة المرة أمام قادة المسيرة التفاوضية؟ وأدركوا بالتجربة العملية ما قررته القراءة السياسية الواعية لمجريات العملية السياسية منذ بدايتها!"، كما وصف المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين تقزم مشروع السلطة الفلسطينية إلى بلدية "كبيرة" منذ زمن، ولكن "كابر من كابر، واغترّت القيادات بالألقاب من وزير ورئيس وزراء ورئيس دولة ... حتى جاء اليوم الذي تبيّن لهم فيه أن تلك الرؤى الحالمة لم تكن إلا كوابيس، وأن وهم السلطة والدولة ليس إلا بلدية تستعطي الأموال من المانحين، وبالتالي تعفي الاحتلال من مسؤولياته، وتجعله أرخص احتلال في التاريخ، وفي التوازي مع ذلك أوجدت أسبقية تاريخية، في تحوّل حركة للتحرر من الاحتلال إلى مشروع يلتزم بحراسة أمنه".
إن السير في الخط التفاوضي قد قاد المنظمة والسلطة وازلامهما "إلى هذا الواقع المخزي بعدما حولت المناضلين إلى حراس في أجهزة أمنية، ونصبت ملوك الطوائف في الضفة الغربية وغزة، الذين فرحوا بألفاظ مملكة في غير موضوعها، فقبلوا الذل والهوان، وقدّموا التنازلات تلو التنازلات".
ان استمرار السلطة في نهجها السياسي التفريطي واكتفائها باستقالة مسؤول هنا أو هناك (إن حصل)، يعدّ تضليلاً وجريمة جديدة بحق فلسطين واهلها والمسلمين جميعاً.
إن الأمة بدأت السير الحقيقي لاستعادة سلطانها وامتلاك قرارها، وحينئذ لن تسكت الامة عمن أجرم بحقها وفرّط بمقدساتها، وستستعيد الإمساك بزمام قضية فلسطين، فتنهي عبث العابثين بها، وتسير في جحافل التحرير لتجسد التحرير واقعاً حياً وتطهر المقدسات وتستأصل شأفة يهود، ولقد بات ذلك قريبا بإذن الله.
فهل يتعظ رجالات المنظمة وأزلام السلطة فيتداركوا أمرهم أم أن على قلوب أقفالها؟!