خبر وتعليق: بريطانيا تسهم بتعذيب السجناء بالضفة، وهل يُرجى من الشوك العنب؟!
التفاصيل
أقر ضابط بريطاني مسؤول عن تدريب قوات الأمن الفلسطينية أن بريطانيا "عاجزة" عن منع قوات الأمن من تعذيب السجناء في الضفة الغربية.
وجاء اعتراف العميد جيمس ماكينيس، الذي يترأس برنامج تدريب كبار المسؤولين في قوات الأمن الفلسطينية الذي يكلف نحو 3.2 ملايين دولار سنويا، بعد صدور تقرير يزعم أن معظم السجناء كانوا يتعرضون لتعذيب شديد.
وعندما سئل رئيس سابق في المخابرات الفلسطينية عن القضية أجاب: "نحن لسنا السويد. ونحن نستخدم كل الوسائل المتاحة لاستجواب المشتبه فيهم".
ويذكر أن وكيل وزارة الخارجية البريطانية أليستير برت المسؤول عن الشرق الأول تعهد بتقديم دعم قدره نحو 27 مليون دولار لبناء دولة فلسطينية أثناء زيارته لرام الله الأسبوع الماضي.
وخلال مباحثاته مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض تحدث برت عن موضوع انتهاكات حقوق الإنسان وقال إن "أموال المعونة البريطانية تستخدم لتدريب الناس لضمان عدم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان".
*****
إن بريطانيا وأمريكا رعتا مشروع السلطة الفلسطينية تحقيقاً لأهدافهما ومخططاتهما للمنطقة، ومخطئ كل من ظن أن تلك الدول تنفق الأموال الطائلة والملايين الباهظة لأجل سواد عيون أهل فلسطين، ومضلِل كل من يزعم أن تلك الدول راعية لما يسمى بالسلام وأن كل همّها فض النزاع القائم.
إن هذا الخبر يغطي على حقيقة دور القوات البريطانية والأمريكية في تدريب قوات السلطة الأمنية، وهي أن تلك القوات تُعد على عين بريطانية وأمريكية بصيرة للبطش بالناس وقمعهم وللحفاظ على أمن يهود مهما كلف ذلك من ثمن ولأجل محاربة حملة الدعوة للإسلام، وكل تفسير آخر لهذا الدور الغربي الاستعماري هو مغالطة وقلب للحقائق ومحض أكاذيب.
إن من السذاجة بمكان أن يظن ظان أن بريطانيا التي ألقمت فلسطين كاملة ليهود ومكنتهم من ارتكاب المجازر البشعة بحق أهلها، وأمريكا التي رعت نشوء هذا الكيان ومدته بأسباب الحياة وآلة الحرب والدمار، أنها تكترث بحقوق الإنسان في الضفة الغربية، فالاعتداء على الناس والبطش بهم، هو النهج الذي تنشئ بريطانيا وأمريكا قوات السلطة القمعية عليه، وسلوك الأجهزة الأمنية لا يخرج عن إرادة الجنرالات الأمريكان.
إن دولاً كبريطانيا وأمريكا مكلل سجلهما في مجال حقوق الإنسان بالسواد، فقد اقترفتا المجازر والقتل الممنهج ضد مئات آلاف بل ملايين العزل كما في العراق وأفغانستان وباكستان، وهي كاذبة في ادعائها الحرص على حقوق الإنسان لا سيما إن كان ذلك الإنسان من المسلمين.
إن قوات دُربت على أيدي بريطانيين وأمريكيين، بل ويترأسها ضباط أمريكان متعاقبون، لا شك أنها رصدت لحرب الإسلام وأهله، وأنها تسخر ضد مصالح الأمة وقضاياها.
فهل آن لمنتسبي الأجهزة الأمنية أن يدركوا بأنهم وقود حرب خاسرة، وأنهم الأداة التي يسخرها الكافر المستعمر للبطش بأهلهم، وأن الكافرين المستعمرين من أمريكان وأوروبيين لا ينفقون أموالهم سوى لحرب الإسلام وأهله، هل آن لهم أن يدركوا ذلك قبل فوات الأوان ؟