تتداعى الأحداث في تونس وتتصاعد وتيرها ساعة بعد أخرى، ولا زال أهل تونس يغذون الخطى ويسيرون رغم الخسائر التي يتكبدونها سعياً لاقتلاع النظام الدكتاتوري لا الاكتفاء برحيل شخص الحاكم، ويهمنا في هذا المقام ان نؤكد على الامور التالية:
1- إن ما حصل في تونس يدل على أن هذه الأمة فيها الخير ولا تعدمه مهما طغى الزبد وعلا، فهي وإن طال سكوتها، لكنها حية على خلاف ما يبدو للظلاميين والمستعمرين وأدواتهم، فمهما طال سكوتها على الظلم فإنها تعود وتتحرك، فلا زالت عروق خير امة اخرجت للناس تنبض في اجساد أبنائها.
2- إننا ندرك أن الدول الكافرة خاصة أمريكا وفرنسا حاولت ولا تزال الدخول على خط الأحداث في تونس والالتفاف على تضحيات أهل تونس، وإننا نحذر أهل تونس من ذلك ونطالبهم الانفضاض عن الاوساط السياسية التابعة لأمريكا وفرنسا وبريطانيا وان يسخروا جهدهم لانعتاق تونس من ربقة المستعمرين على اختلافهم.
3- يجب على أهل تونس أن يسيروا بتحركهم في الاتجاه الصحيح، وأن لا يكتفوا بإشباع جوعات عارضة أو تغييرات سياسية تجميلية، بل لا يصح لهم أن يكتفوا بما هو دون الخلافة، فلتكن الخلافة هي عنوان التغيير الحقيقي وعنوان المرحلة القادمة.
4- إن حدث تونس سيؤثر حتماً على المسلمين في مناطق أخرى، ويدفعهم للحركة، وإننا نتوجه إلى المسلمين في العالم الإسلامي ومنه العربي بألا يكتفوا بالتغييرات الجزئية والتجميلية، بل يسيروا الشوط إلى منتهاه، إلى إقامة الخلافة على أنقاض هذه العروش البالية.
كما إننا نناشد جيوش المسلمين ان ينحازوا إلى أهلهم وأمتهم فيناصروا المسلمين ويعضدوا سعيهم ليقتلعوا انظمة الجور والطغيان وأن يقيموا الخلافة من جديد.
5- إننا ننبه المسلمين إلى ضرورة التقيد بأحكام الشرع وعدم الاعتداء وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة. وليحذر اهل تونس من فرق الفتنة والقتل التي تجوب البلد سعياً لحرف تحركهم وإلهاء الناس بالفتن والقتل والهرج والانشغال عن تغيير النظام برمته.
6- إن فيما حصل في تونس عظة للحكام وللسلطة لو كانوا يعقلون، وكيف أن صمت الناس لا يدوم، مهما كان العسف والطغيان.