لقد أصبح قادة يهود يتحدثون عن شرعية السلطة وعدمها، مثلما شككوا قبل أيام في شرعية وجود تركيا في قبرص، وذلك بعد أن ختم واعترف وبصم حكام تركيا ورجالات السلطة ليهود بالشرعية. ومع أنّ الفرق شاسع بين كيان السلطة الموهوم وتركيا صاحبة ثاني أكبر قوة في حلف شمال الأطلسي بعد أمريكا، إلا أنّ العنصر المشترك بينهما (السلطة وتركيا) هو الذلة والولاء والصغار ليهود.
فيهود لم يبقوا للسلطة ما تحفظ به ماء وجهها بعد أن حولوها إلى ذراع أمني على غرار شركة "بلاك وتر" تنفذ قائمة المهام الأمنية المنوطة بها، وكذلك لم يحفظ يهود لتركيا التي حافظت على علاقة ودية مع يهود لـ15 عاما مضت وقدمت لها المساعدات والوساطات التي تحبها، لم يحفظوا لها ماء وجه حينما قتلوا تسعة من المسلمين الأتراك في عرض البحر، فضلا عن عشرات الجرحى، وأبوا أن يقدموا مجرد اعتذار سخيف لا ينفع ولا يجبر كسرا، ومثلما أقدم يهود على إهانة تركيا ووصفها بالوقحة لاحتجاجها على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعها يهود مع شق قبرص الذي تسيطر عليه اليونان.
وبخصوص المجزرة التي أرتكبها يهود فقد وصل الأمر بليبرمان اليوم إلى القول :"أن طلب أنقرة بأن تقدم "إسرائيل" الاعتذار يتجاوز حدود الوقاحة" وذلك بعد الصغار والذل الذي أبداه وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، اليوم بقوله " إنه يرغب في إصلاح علاقات بلاده مع "إسرائيل"".
وهكذا يواصل يهود توجيه الصفعات والإهانات لكل حلفائهم، سواء أكانت السلطة أم تركيا أم مصر (التي كشفت قبل أيام عن خلايا الموساد التي تتجسس عليها)، والمخفي أعظم، وكأن العنوان عند يهود بات : كلما ازداد الولاء والصغار كلما اشتدت الإهانات والامتهان.
وهذا أمر طبيعي مع يهود- قوم البهت والغدر- فالعزة لا تُنال بالاستجداء، والكرامة لا تحصل بالتمني، والدول لا تُبنى برسمها على الماء، ولا عزة للمسلمين إلا بإسلامهم العظيم.