أعلنت المفوضية الأوروبية أمس الافراج عن مساعدة بقيمة 100 مليون يورو لصالح الفلسطينيين لعام 2011.
وأوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أن "هذا القرار يؤشر الى الالتزام السياسي والمالي للاتحاد الاوروبي تجاه السلطة الفلسطينية وسلطة رئيس الوزراء سلام فياض في جهودهما لبناء دولة فلسطينية ديموقراطية وقابلة للحياة".
وذكرت اشتون في بيان بأن قيام "دولة فلسطينية أمر لازم لأي حل سلمي وقابل للحياة ودائم للنزاع".
وقال المفوض الاوروبي المكلف سياسة الجوار ستيفان فول من جهته "كما في الماضي، سيتمكن الشعب الفلسطيني من الاعتماد على دعمنا المتواصل عام 2011".
وقدمت المفوضية الاوروبية حتى الان مساعدة مالية قدرها 696 مليون يورو للسلطة الفلسطينية، وقدمت دول الاتحاد الاوروبي مساعدة اضافية قدرها 265 مليون يورو.
******
لم يعد يخفى على أحد أن الدعم المالي المقدم للسلطة لم يكن يوماً لصالح أهل فلسطين المساكين والذين يكتوون بنار الاحتلال والسلطة، بل إن الواقع الاقتصادي الذي يحياه أهل فلسطين وتدهوره من سيء إلى أسوأ خير شاهد على أن هذه الأموال تذهب لغايات وأهداف أمنية وسياسية.
وكيف لنا أن نصدّق قول اشتون أو فول ونحن نشاهد الاتحاد الأوروبي الذي يعاني الأزمات المالية المتفاقمة يقتطع هذه الاموال من ميزانيته ويقدّمها للسلطة لو لم تكن السلطة مشروعاً من مشاريعه التي يرعاها حول العالم!!
بل كيف لنا أن نصدق أن أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي تقدم الأموال كمساعدات لأهل فلسطين المسلمين وأيديهم تقطر دماً من ذبح إخوانهم في العراق وافغانستان؟!
إن الأموال التي يقدمها الاتحاد الأوروبي أو أمريكا للسلطة هي أموال أمنية وسياسية ملوثة، تذهب لأغراض أمنية تمكن السلطة من القيام بمهمة حماية الكيان اليهودي الغاصب وقمع أهل فلسطين، وسياسية تكفل سير السلطة وأزلامها في المشاريع الدولية الاستعمارية. وإن كل المبررات التي تتذرع بها السلطة جراء تبعيتها هي ذرائع أقبح من الذنب نفسه، ولقد بات معروفاً لدى البسطاء قبل المفكرين والسياسيين أن من يملك المال يملك القرار!!
إن حقيقة أهداف الدعم المالي المقدم من الاتحاد الأوروبي وأمريكا لا يحتاج لأدلة وشواهد وبراهين لبيان غاياته الشريرة وأهدافه الخبيثة، فلقد أخبرنا المولى سبحانه عن أهداف وغايات هؤلاء وعاقبة أمرهم في قاعدة لا شواذ لها بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
إن السلطة التي يرعاها كل من الاتحاد الأوروبي وأمريكا هي مشروع دولي يدين بالولاء والتبعية للمستعمرين وأنشئ خصيصا للاضطلاع بمهمة حماية يهود والتفريط بأرض فلسطين، فهل آن للأمة وهي تشاهد السلطة تتسول الأموال باسم أهل فلسطين أن توقف عبثها وعبث الحكام بهذه القضية، وأن تمتلك زمام أمرها فتقيم الخلافة وتحرر فلسطين ؟! .