ومن جانبها، أوضحت مصادر أمنية مصرية أن التحقيقات مع المتهمين كشفت أنهم تجسسوا على مكالمات دولية خاصة بمسئولين في أماكن حساسة بالدولة لصالح تل أبيب واستعانوا في ذلك بجهاز سويتش في أمريكا وأجهزة استقبال في "إسرائيل".
*****
بعد فضائح التجسس التي طالت قطاعاً مهماً وحيوياً في لبنان، ها هي مصر تكشف عن شبكة تجسس للكيان اليهودي على أراضيها.
قد يبدو الأمر –في ظل الخدمات "الجليلة" التي يقدمها النظام المصري لكيان يهود- مفاجئا للبعض وغريباً بعض الشيء، لكن قراءةً واقعية للمشهد السياسي في بلاد المسلمين ومعرفةً بحال الكيان اليهودي وصفات الغدر والمكر التي يتحلى بها، لا ترى في هذا الحدث أي شيء غريب. فحوادث التجسس هذه ما هي إلا إفرازات للواقع السياسي المرير الذي تعيشه الأمة الإسلامية، ونتيجة طبيعة للوثوق بعدوٍ غادر لئيم.
فماذا يُنتظر من عدو فتحت له الحدود والصدور والثروات، وبات جنود جيش مصر الكنانة حراساً على كيانه المزعوم من أي خطر محتمل؟! بل إن النظام المصري قد شيد جداراً فولاذياً ضد أهل غزة المسلمين حماية ليهود، ويسهر حرس الحدود المصري على حدود الكيان اليهودي يحمونه حتى من المهاجرين الأفارقة!، وتعلن ليفني –في صلف ودون رادع- الحرب على غزة من القاهرة! ...فهل بعد هذا الانكشاف أمام العدو والخضوع الذليل له ننتظر من يهود ان يحفظوا لنا عرضا أو ثروة أو أمنا؟؟؟
وفي وصف يجمع بين العميل في أعلى الهرم السياسي في مصر وبين عميل للموساد، نسبت وكالة أسوشيتد برس لمسؤول مصري قوله إن السلطات الأمنية اعتقلت أربعة أشخاص مشتبه فيهم بالتجسّس لصالح "إسرائيل" و"التآمر لتدمير الاقتصاد عن طريق خطف السياح".
فمن ذا الذي عقد اتفاقيات الصلح الباطلة مع كيان يهود وشرّع عبثهم بأمن مصر والمنطقة؟!
ومن ذا الذي يسعى ليكون جسراً للتطبيع مع هؤلاء في كافة بلاد المسلمين عبر مبادرة "السلام" العربية؟!
ومن دمر اقتصاد مصر على مدى عقود، وجعل من بلد النيل بلداً مستوردا للقمح؟؟؟
من وهب الغاز ليهود بأبخس الأثمان وحرم المسلمين منه؟؟؟؟
ومن جعل أهل مصر يكابدون العيش فيسكنون المقابر في القاهرة؟؟؟
إن الأمة الإسلامية ستبقى تدور في دائرة مفرغة بين عمالة الأنظمة وتضييعها لمقدسات الأمة وثرواتها، وبين تغلل أعداء الأمة وشبكات تجسسه المنتشرة كالسرطان في أنحاء ومجالات مهمة في جسدها، ولا سبيل للخلاص من تلك الدائرة إلا بخلع الأنظمة العميلة وإقامة الخلافة الراشدة التي ستقتلع الكيان اليهودي من جذوره، وتعيد المقدسات وتحرر أرض المسلمين وتنشر الإسلام رسالة نور للعالم، فعلى كل الغيورين على دين الله وعلى أمة الإسلام وثرواتها، التلبس بالعمل الجاد لإعادة الخلافة الراشدة، والانضمام لذلك الركب الموعود بالنصر من رب العباد.