خبر وتعليق: الأسد يعرض تقديم حماس وحزب الله كقربان على طاولة الأمريكان ولإرضاء يهود
التفاصيل
ضمن سلسلة الوثائق الأمريكية المسربة عبر موقع ويكليكس، كشفت إحدى هذه الوثائق عن وعد حاكم سوريا بشار الأسد لمفاوضيه الأمريكان في إحدى اللقاءات عن نيته التخلي عن علاقاته مع كل من حماس وحزب الله في إطار اتفاق سلام شامل.
جرى ذلك اللقاء في 30 ديسمبر من عام 2009 بحسب الوثيقة، وقد كرر الأسد "رغبة سوريا القوية باستئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل عبر تركيا، باعتبارها وسيلة لتحديد شروط يتم الاستناد إليها في المفاوضات المباشرة."
**********
كحال كثير من الوثائق المسربة عبر موقع ويكليكس، فإن هذا الموقف الذي ورد في الوثيقة المذكورة لا يعتبر موقفاً جديداً أو غريباً على النظام السوري. فكل من تابع تصريحات النظام السوري ورئيسه بشار خلال الأشهر والسنوات الماضية، ورأى مناشدته بل استجداءه لكيان يهود كي يعود الأخير إلى طاولة المفاوضات، وفي كل مرة كان كيان يهود يقابل هذه المناشدات بالبصق في وجه حاكم سوريا بل وتهديده بالإبادة وتهديد بلده بأن لا يبقى فيه حجر على حجر، من تابع ذلك كله لا يستغرب موقف النظام السوري المنبطح هذا.
فكل عاقل وحصيف نظر يدرك تماماً أن حكام سوريا سيتخلون عن حركات المقاومة لو أن مصالحهم اقتضت ذلك، وأن حكام سوريا هم رهن إشارة سيدهم الأمريكي وأنهم يسيرون في تنفيذ أجندات أمريكا وان اكتسوا ثوب الممانعة الكاذبة، وأنهم لن يعبؤوا اذا حانت الساعة بأي من حركات المقاومة.
فالنظام السوري قد تخلى بالفعل لا بالقول عن هذه الحركات مرات ومرات، كما حدث مع حزب الله إبان حرب لبنان، وكما حدث مع حركة حماس إبان الحرب على غزة، فهل يظن عاقل أن هذا النظام يرغب أو يمكنه أن يستمر في احتضان حركات المقاومة إن تم بينه وبين كيان يهود اتفاق على ما يسمى بالسلام؟!!.
إن نشر هذه الوثيقة بهذا الوضوح إنما يدل على مدى امتهان أميركا لأتباعها من أمثال حاكم سوريا، فكما كانت سياسة المحافظين الجدد بأن لا يبقوا أي هامش للمراوغة لعملائهم إلا أن يطيعوا وهم ساجدون، تأتي هذه الوثيقة وأمثالها في عهد أوباما لتذكر حاكم سوريا بحجمه، وبأنه عبد ذليل عند أسياده الأمريكان متى ما أمروه ائتمر ومتى نهوه انتهى.
لكن الأهم من ذلك كله، ما هو موقف أبناء الحركات الإسلامية المقاومة كحزب الله وحماس وغيرهما من هذا النظام الذي تتكشف عورته أكثر وأكثر كل يوم أمام أعينهم وأمام أعين أبناء الأمة؟ أليس من الحري بهم أن ينعتقوا من رقبة هذه الأنظمة العميلة وأن يعلنوا البراءة منها؟ وأن يعلنوا حالة الطلاق الدائم مع هذا النظام وغيره من الأنظمة المتآمرة في المنطقة، بدل أن يكونوا وقوداً يحترق لأجل إبرام اتفاقيات خيانية جديدة على يد تلك الأنظمة؟!.
أليس حريا بهم وبوسائل الإعلام أن تكف عن الإشارة إلى المهزلة المسماة دول "الممانعة" التي لم تطلق طلقة واحدة تجاه المحتل منذ عقود؟!
ألم يأن لأبناء الأمة أن يعلموا أن حاكم سوريا وباقي الحكام إنما هم كابن العلقمي وأبي رغال، وقد خاب من تلحف في أحضانهم وخسر من تلفع من البرد بالزمهرير.
إن الواجب على أبناء الأمة وخاصة أبناء الحركات الإسلامية التي تصفق لحكام سوريا وغيرهم أن يعلنوها صرخة مدوية في وجوه الظالمين من الحكام وأن يتبرؤوا منهم ومن كل أفعالهم وأن ينضموا إلى ركب العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية قبل أن يندموا على وضع ثقتهم في من لا يرقب فيهم إلاً ولا ذمة، وولات حين مناص.