خبر وتعليق: الحفاظ على سمعة يهود أمام المحافل الدولية من مهام السلطة الوظيفية!!
التفاصيل
في سيناريو يحاكي فضيحة تقرير غولدستون ويؤكد أن تلك الجريمة كانت نهجاً متبعاً وليست خطأ تقدير أو مراوغة سياسية أو ما شابه ذلك من التبريرات، أعربت مؤسسة الضمير عن عدم ارتياحها من موقف الوفد الفلسطيني في مجلس حقوق الإنسان، و حذرت "الضمير" لحقوق الإنسان من محاولات تهدف إلى حذف البند السابع على أجندة مجلس حقوق الإنسان معتبرة أن هذه المحاولات "الإسرائيلية" الأمريكية والمدعومة بتواطؤ من أطراف عربية ودولية وفتور الموقف الرسمي الفلسطيني تهدف إلى إسقاط القضية الفلسطينية وشطب حقوق الفلسطينيين.
وطالبت الضمير "الوفد الفلسطيني بالإعلان عن موقفه صراحةً وأمام شعبنا حول هذه المقترحات، ووضع الإعلام الفلسطيني أمام تحركاته، حيث أننا نشعر بعدم الارتياح لموقف الوفد الفلسطيني في مجلس حقوق الإنسان".
*****
قد تستغرب مؤسسة الضمير تصرف الوفد الفلسطيني المخزي، وقد لا يتصور احد في العالم هذا التصرف من وفدٍ الأصل فيه على أقل تقدير –مهما وصل إليه من تردي واضمحلال فكر- أن يقف إلى جانب قضايا شعبه، وأن يدافع عنها ولو بالخطابة وأمام كاميرات الإعلام، ولكن هذا التصرف الشائن ليس مستغرباً لدى من سبر أغوار هذه السلطة وأطلع على حقيقتها والغرض الذي من أجله وجدت.
إنه وبالرغم من أن هذه المؤسسات الدولية كمجلس حقوق الإنسان وغيرها تساوي بين الضحية والجلاد، وتخضع لهيمنة الدول الاستعمارية ومصالحها، إلا أن مهاجمة الكيان اليهودي من على هذه المنابر العالمية يحرجه ويعرّيه ويؤلّب الرأي العام عليه، وهو الأمر الذي لا تريده ولا تتطلع إليه السلطة بالرغم من ادعاءاتها الظاهرية خلاف ذلك.
فالدفاع عن كيان يهود سياسياً بات يقع تحت الوصف الوظيفي للسلطة الفلسطينية التي تعتبر الأداة الطيعة في يد الولايات المتحدة والحارس الأمين للكيان اليهودي وقطعان مستوطنيه.
لقد آن للسلطة الفلسطينية ورجالها ان يدركوا –إن لم يكونوا قد أدركوا من قبل- نهج وسلوك المستعمر أينما حل، فالاستعمار لا يرحم متعاونا، ولا يحترم من قدم له المعونة، ولا يحافظ على أزلامه الذين وقفوا في صفه وحاربوا شعوبهم من أجله، ولا يذكر أولئك الذين تخلوا عن أمتهم من أجل حطام الدنيا الزائل من عقار ودولار.
وليعلم رجال السلطة ان الكيان اليهودي سيستنفذ كل طاقاتهم، وسيستغل كل حركاتهم وسيمتص دماءهم ويحرق أسماءهم ويلوث أنفاسهم، ويستخدمهم كأوراق رابحة في جعبته في كافة الميادين أمنية كانت أم سياسية أم ثقافية!.
وهكذا فالسلطة كغيرها من الأنظمة الجاثمة على صدر المسلمين والعميلة للغرب باتت سيفاً مصلتاً على رقاب المسلمين وأهل فلسطين، وبات الغرب الكافر لا يأبه لتعرية هؤلاء أمام شعوبهم حتى استمرؤوا الذل والعبودية، وأصبحت تصرفاتهم وسلوكهم السياسي غريباً غير متوقع لشدة هوانه ومعاداته لمصالح أمتهم وشعبهم، حتى بات أمرهم مفضوحا ممجوجا غير متصور لبعض الغربيين والواقعيين المنصفين الذين لا يحاكمون الأمور على أساس الحلال والحرام ...بل على أساس المصلحة والمنطق !!
هذه هي السلطة وتلك هي مهامها ....ولأجل ذلك تُمول وتُفتح لها البنوك، وتُصرف لرجالها الأجور والسيارات وبطاقات الشخصيات الهامة !!!
مهمات يأبى أي إنسان يمتلك ادني مقومات التفكير أو العزة أو الرجولة ان يقوم بها، مهمات تضع الرجل في صف أعداء أمته، وتنزع عنه كل صفات الرجولة العزة والأنفة والشرف، فكيف إذا كان ذلك الإنسان مسلما ارتقى بإسلامه ليرى الدنيا بمقياس الحلال والحرام، و يؤمن بأن الرزق والأجل بيد الله، وأن الله مستخلف عباده في الأرض، وأن المسلمين سيقاتلون اليهود "أنتم شرقي النهر وهم غربيه"؟!
وأمام كل تلك الحوادث الفاضحة هل يبقى لمن تبقى في عروقهم ذرة من خجل عذر للبقاء في هكذا سلطة؟!!