خبر وتعليق: سرت.. وهل في جعبة الحكام سوى الخنوع؟!!
التفاصيل
من المقرر ان تعقد لجنة المتابعة العربية اليوم الجمعة في مدينة سرت الليبية اجتماعاً تستمع فيه إلى رئيس السلطة حول المفاوضات المباشرة وقضية الاستيطان.
يأتي هذا الاجتماع في اطار التحضيرات للقمة العربية الطارئة التي ستعقد السبت.
وعقب اجتماعه بالمجلس الوطني في عمان ألمح عباس إلى امكانية استقالته في حال فشل المفاوضات وأنه -بحسب المستشار الإعلامي للمجلس الوطني- "سيضع النقاط على الحروف في قمة سرت" .
ونقلت رويترز عن دبلوماسي عربي لم تكشف هويته قوله إن "الجامعة العربية ستصدر على الأرجح دعوة عامة لمساندة مفاوضات السلام، لكنها ستوضح بجلاء أن قرار مواصلة المفاوضات يقع على عاتق أبو مازن لا عليهم".
وكان عباس قد تلقى بمجرد وصوله ليبيا اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وقال أبو ردينة إن كلينتون بحثت مع عباس "الجهود الأميركية المستمرة لإنجاح عملية السلام".
*******
إنه مشهد مكرر، أبطاله مكررون مبتذلون لا يتقنون لعب الأدوار، لا يختلف عن سابقه من المشاهد الهزلية سوى في التاريخ والمكان، ولو أغفلت هذين العاملين لظن المتابع أن خطأ ما أصاب الفضائيات أو الصحف أو ناقلي الأخبار، ولظن انه تم تبديل أشرطة البث بأخرى قديمة.
إنه نفس المشهد حيث تجتمع لجنة المتابعة العربية لتقر أبا مازن في مضيه نحو المفاوضات ولو لم توقف "إسرائيل" الاستيطان وقفاً إعلامياً، أو أوقفته جزئياً وظاهرياً لا في أرض الواقع لمدة ستين يوماً لقاء عروض أمريكية سخية لم يسبق لها مثيل، فعن أي قرارات يتحدث هؤلاء وما هي تلك القمم والاجتماعات التي تحدد نتائجها كلينتون بمكالمة هاتفية عابرة للقارات؟!!
يتحدث عباس عن خطوات وإجراءات جديدة سيعلنها، وما هي تلك القرارات وما جدواها في ظل عض السلطة والأنظمة العربية على خيار "السلام" بالنواجذ؟! وما هي تلك الإجراءات والقرارات والمواقف إذا كان أقصى ما يملكه عباس –بعد إذن الإدارة الأمريكية- أن يهدد باستقالته، تلك الأسطوانة المشروخة التي طالما تغنى بها؟!
إن هزلية المواقف التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم، والتي تنعكس على قضاياها تضييعاً وتفريطاً وتآمراً مع المستعمر بمختلف أسمائه، تتشخص في حكامها فحسب، وإلا فالأمة باتت تدرك أن خيار الحكام المسمى بالخيار الاستراتيجي هو خيار التبعية للسيد الأمريكي، وباتت تدرك بأن ليس في جعبة الحكام من خيارات سوى الخنوع والخضوع، كما انها باتت تتطلع ليوم تتخلص فيه من هؤلاء الجاثمين –بدعم الاستعمار- على صدورها، لتسطر بدمائها مواقف مشرفة يترقبها بل يرتعد لصداها ساكني البيت الأبيض والاليزيه وعشرة داون ستريت، لا ان يكون حكامها رهن اشارة اصبع امرأة؟!!
تلك أمة ورثت السيادة والسؤدد كابراً عن كابر، ولم يغب صدى رسالة هارون الرشيد لنكفور عن مسامعها، ولا زالت ترى آثار فتح عمورية نصرة لامرأة ماثلة امام ناظريها، فهل يظن هؤلاء المستعمرون أن باستخدامهم هؤلاء الحكام الدمى سيقضون على أمة عريقة مبدئية ضاربة جذروها في الأعماق؟! خاب فألهم وعما قريب حين تمتلك الأمة زمام أمرها وتقيم خلافتها ليصبحن هم واتباعهم نادمين، وإن غداً لناظره قريب.