في مشهد ينتزع القلوب من الصدور، ولا يبقي كلاما على اللسان، ولا أي عذر لمعتذر، أظهر تسجيل مصور تداولته وسائل الإعلام مؤخرا ، المزيد من ممارسات جنود يهود بحق المعتقلين الفلسطينيين، حيث قام أحد الجنود بتسجيل فيديو لنفسه وهو يرقص على أنغام الموسيقى الشرقية بجوار معتقلة فلسطينية معصوبة العينين ومقيدة اليدين بعد أن اجبرت على الوقوف باتجاه حائط.
من لحرائر فلسطين؟!! من يثأر لهن من كيان يهود فينتزعه كما تنتزع الأصطفلينة؟!! أليس في جيوش المسلمين من يغلي الدم في عروقه وهو يشاهد هذه الإهانات لأعراض ونساء المسلمين؟!! أليس فيهم من تعبق رائحة المعتصم؟!! أليس قادة الجند في بلاد المسلمين أحفاد خالد وصلاح الدين؟!! فما بالهم لا يتحركون لما تهتز له الجبال وتخر من هوله هداً؟!!
نعم نشر ذلك أيها الرجال وتمادى يهود بإساءاتهم عمداً بنشرها ليزدادوا علواً واستكباراً وليلحقوا بالمسلمين وأهل فلسطين الخزي والعار فهل تهز هذه الجرائم جنداً خامدين خاملين أم أنهم قد تجرعوا كأس الذل والمهانة؟!!
إنه لا رد يصلح على اساءات هذا الكيان المسخ سوى انتزاعه واستئصال شأفته، لا رد على هذه الإساءات إلا بجيش جرار يقضي على هذا الكيان فلا يبقي منه ولا يذر، لا رد على هذه الإساءات سوى أن الرد أيها المجرمون اليهود ما ترون لا ما تسمعون.
ورسالة للقابعين في مقرات الأجهزة الأمنية، لقد نشرت هذه الصور وتكررت تلك الإساءات واستطارت بعد زيارة رئيس الأركان اليهودي لمدينة بيت لحم تحت حراستكم، حيث قدمتم له أشهى المأكولات واكرم الضيافة، جاء ذلك النشر بعد أن زاركم قائد جند يهود واجتمع بقياداتكم وتفقد أجهزتكم الأمنية كما يتفقد كتيبة تابعة لجيشه، فهل ترضون هذه الذلة والمهانة؟!! هل ترضون أن تشاهدون أخواتكم يهنّ وأخوتكم يعدمون ومساجدكم تحرق ويعتدى على أهلكم من قطعان المستوطنين وانتم تحرسون هذا المجرم وجنده ومستوطنيه؟!! هل ترضون أن تشاهدوا هذه المناظر وبعدها تلاحقون كل من يطلق رصاصة على المستوطنين المجرمين وتتعهدون بحمايتهم وعدم تكرار العمليات ضدهم؟! ما لكم يا قوم كيف تحكمون؟!!
ان تطاول يهود ونشرهم لهذه الصور والتسجيلات نتيجة طبيعية لسلوك السلطة الآثم والمتناقض مع كل القيم الإسلامية، ليتعداها إلى الارتكاس في أدنى صورة من التبعية للغرب وخدمة المحتل في صورة لم يشهدها تاريخ الأمة الإسلامية ويندى لها جبين كل رجل عوضا على ان يكون رجلا ارتقى به الإسلام ليموت دون عرضه.
كما شجع يهود على هذه الجرائم تخاذل الأنظمة المحيطة بفلسطين وفقدانها لأدنى ما يمكن أن يسمى رد فعل، فكانوا بسكوتهم هذا شركاء في هذه الجرائم.
ان تحرير الأرض المقدسة والاقتصاص لأعراض المسلمات في فلسطين يقع على عاتق كل مسلم موحد بالله، وبالأخص أولئك الذين يملكون القوة ويملكون تحريك الجيوش لكنس هذا الكيان المسخ والاقتصاص لأعراض المسلمات، فلم يبق أي عذر يختبئ وراءه احد من أهل القوة، فلا حاجة للأمة للجيوش والرجال إن لم تتحرك في عروقهم الدماء لمثل هذه الصور ولمثل هذه الحرائر المسلمات في فلسطين والعراق وباكستان، ولن يجدي أي تحرك إلا إذا اقتلعت هذه الأنظمة العميلة القابعة على صدور الأمة وأقيمت الخلافة الإسلامية التي ستعيد للأمة هيبتها وتنسي يهود وغيرهم وساوس الشيطان.