خبر وتعليق: مداهنة الأنظمة العربية ضريبة الدخول في السلطة الباطلة
التفاصيل
أشاد رئيس وزراء حكومة غزة بالدور السوري في نصرة القضية الفلسطينية، وقال هنية -كما نقلت معا- خلال استقباله وفد تضامن سوري أمس: "إن سوريا تستحق أن تكون أمينةً على حقوق وثوابت الأمة لمواقفها المشرفة والقوية". وأكد أن "الشعبين الفلسطيني والسوري يجتمعان في خندق سياسة الممانعة ومقاومة المشاريع الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة". وأعرب هنية عن تأييده لكل المواقف السورية الداعية لعدم التفريط، "كون أن السلام العادل يكمن في إعادة الحقوق كاملة دون نقصان ولا سلام على حساب الثوابت والحقوق".
***
إن سوريا –كحال كل الأنظمة العربية- فرطت بفلسطين المرة تلو الأخرى منذ انسحب الجيش السوري من مواجهة الاحتلال بأوامر قيادته السياسية، وهي التي لا زالت خانعة أمام كل جريمة يرتكبها الاحتلال، وتبقى ساكنة خانعة حتى عندما تحوم طائرات الاحتلال اليهودي فوق قصور الحكم في دمشق، وتضرب مواقع في سوريا، فأي ممانعة تلك التي يقوم بها النظام السوري، وهي لا تتعدى سقف عباراته الممجوجة: "نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين".
إن نصرة القضية الفلسطينية تعني شطر جملة: "تحريك الجيوش لخلع الاحتلال من جذوره"، وبالتالي فإن "المواقف السورية الداعية لعدم التفريط" هي مواقف إعلامية هشة، أما مواقف النظام الفعلية فهي ضد مصالح الأمة وضد وحدتها وضد العمل لتحرير كل فلسطين من خلال تحريك جيوش المسلمين، وإن سوريا تريد أن تلقي بمسؤولية مواجهة الاحتلال على تنظيمات مسلحة وتُبقي جيشها في حالة تفرج ومتابعة المشاهد الدموية على شاشات التلفاز، كما يتابع الأطفال أفلام الكرتون.
وأي مقاومة "للمشاريع الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة" وسوريا تحارب حملة مشروع الخلافة، وتمنع كل صوت مخلص من التصدي لمشروع هيمنة أمريكا من خلال وحدة الأمة ؟ بل وسوريا تلهث خلف العرّاب التركي والوساطة الفرنسية في فتح ملف التفاوض مع الكيان الغاصب ؟
إن هذا الخطاب هو خطاب أنظمة لا خطاب مقاومة، وخصوصا عندما يذكر "السلام العادل"، إذ لا سلام مع الاحتلال، بل اجتثاث من الجذور والقضاء الكامل عليه، وهذا لا يحمل أي معنى من معاني السلام، فكيف تسرّب مصطلح "السلام العادل" إلى "الخطاب المقاوم" ؟