أوردت صحيفة القدس نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن حكومة "حماس" المقالة كشفت للمرة الأولى في بيان رسمي أنها وجهت رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك اوباما تدعوه فيها إلى فتح حوار معها ورفع الفيتو عن المصالحة الفلسطينية مضيفة أنها ليست الرسالة الأولى. وأبلغت الحكومة المقالة أوباما بأنها لا تعارض فكرة دولة فلسطينية على حدود 67.
******
كثر في الآونة الأخيرة الحديث من الأطراف الفلسطينية حتى المعارضة منها عن حوار الإدارة الأمريكية، وفتح باب التواصل معها، ووجه البعض باسم الشعب الفلسطيني رسالة لأوباما يستدر فيها عطفه، وبعيداً عن الخوض في التوجهات السياسية والمخططات التي تحيق بالمنطقة وعزف البعض على أوتار السياسات الغربية، من المهم التأكيد على النقاط التالية ليبقى كل مسلم وحريص على بينة من أمره،
1. إنه من المحرم شرعا أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيلاً، وأن يكون الكافر هو صاحب الكلمة النافذة على المسلمين (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً).
2. إن اللجوء إلى دولة استعمارية كأمريكا وطلب معونتها وحوارها في قضية تخص المسلمين دون سواهم هو اعتراف بقيادتها للعالم وإقرار لها بذلك، وهو تكريس لنفوذها في بلاد المسلمين.
3. إن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة من دون الناس، ولا يحل تقسيمها أو تجزئتها كما هو حاصل اليوم، وبالتالي فإن التعامل مع قضاياها على أساس التجزئة والتفرقة هو إقرار بهذه الفرقة، وعليه فكل شأن لقطر من أقطار المسلمين هو شأن للمسلمين جميعاً، وكل اعتداء على قطر من أقطار المسلمين هو اعتداء على المسلمين جميعاً، فسلم المسلمين واحدة وحربهم واحدة، وبالتالي فإن أعداؤهم هم نفس الأعداء كذلك.
وعليه فأمريكا التي تحتل العراق وأفغانستان هي عدوة للمسلمين في كل أقطار المعمورة، والواقع ينطق بأن يديها التي يصافحها البعض أو يمدون أيديهم لمصافحتها لا زالت تقطر دماً من دماء المسلمين، فعلام يلهثون خلفها؟!!
4. إن أمريكا هي قائدة الغرب في المعركة الحضارية مع الإسلام، وكيان يهود لا يعدو أن يكون قاعدة متقدمة للغرب باعتراف يهود وقادة الغرب، لذا فالحديث عن وساطة أمريكية، والنظر للطرف الأمريكي واليهودي كطرفين لا كطرف واحد هو سذاجة سياسية، وإغفال لهذه الحقيقة، وعليه فأمريكا يفترض أن تكون ضمن أجندات الحركات الفلسطينية عدواً والحوار معها لا يختلف عن الحوار مع كيان يهود.
5. إن دعم أمريكا للكيان اليهودي في المحافل الدولية، وتوفيرها للغطاء الدائم لجرائم هذا الكيان ولو بلغت عنان السماء فيه إشارة لكل من ترنو أبصاره للحوار مع أمريكا ودلالة بليغة بأن كيان يهود هو الطفل المدلل لأمريكا وان كل ما يمكن أن تمارسه عليه من ضغوط –إن وجدت- لن تصل حد الأذى ولن تعدو حاجز التأنيب.
إن الأصل في الحركات الفلسطينية أن ترتد لحضن أمتها وان تعول على قواها، وأن تنظر إلى تخاذل جيوش المسلمين الحاصل كمرحلة مؤقتة فتسرّع في نهايتها لا أن تساعد في تكريس هذا الواقع، وتستجير من الرمضاء بالنار، فكل لجوء للقوى الغربية الاستعمارية، أمريكية كانت أم أوروبية، وترك اللجوء لقوى الأمة أو استنهاضها هو انتحار سياسي وتضييع للمسلمين ولأرضهم ولمقدساتهم وتكريس لنفوذ الكافرين.