ليس غريباً على أشد الناس عداوة للذين آمنوا أن يقدموا على جرم حرق نسخ من القرآن الكريم، وليس غريباً عليهم أن يفوقوا الأولين والآخرين في عداء الإسلام وأهله، فهم من تآمر على قتل النبي الأكرم وهم من وضعوا له السم في طعامه، وهم من يحسدون المسلمين على ما آتاهم الله من فضله، وهم من لا زالوا يحتلون مسرى النبي ومعراجه.
وليس غريبا على سلطة تخدم اليهود وتحرص على أمنهم، فتعتقل المئات من شباب المسلمين وتخضعهم للتحقيق والتعذيب حتى تصل لمنفذي العمليات ضد يهود، وتسلم أو تسجن أو تعذب المقاومين للكيان الغاصب، ليس غريبا على هكذا سلطة ان ترى جريمة تمزيق نسخ من القرآن وتسمع بها ولا تحرك ساكنا، ولا يصدر عنها أي استنكار، أو "مطالبة لدولة يهود باعتقال المجرمين الإرهابيين الذي أقدموا على هذه الجريمة"، وتستمر في غيها وتهرول لمصافحة القتلة والمغتصبين في القدس ذاتها.
وليس غريبا على أداة من أدوات الولايات المتحدة في حربها الصليبية على الإسلام والمسلمين ان تقتحم المساجد، وتمنع الأذان وتعتقل المئات من حملة الدعوة وتتكل بهم في مراكز التحقيق، فالسلطة ورجالها أوغلوا في محاربة الإسلام والمسلمين، وهاهم يهود لعنهم الله يمزقون القران في شوارع القدس عشية اجتماع رجال السلطة بهم، وقد شجع تطاول السلطة على المساجد والتصرفات الهمجية لأجهزتها الأمنية حثالة يهود على اقتراف هذه الجريمة.
لقد تمايزت الصفوف، واختارت السلطة ورجالها الوقوف في صف الكفار وأعداء الأمة الإسلامية، وشاركتهم في حرب الإسلام والمسلمين، فهي لا تمت إلى الأمة الإسلامية بصلة، ولا يرتجى منها أي عمل أو حتى ضعيف استنكار.
لقد ان للأمة الإسلامية ان تقتلع الأنظمة القابعة على صدورها ، لتقيم الخلافة الراشدة التي ستقتص من يهود وتقلع كيانهم من الأرض المقدسة، وتحافظ على المقدسات والحرمات وتحرر الأرض وتنسي الكفار وساوس الشيطان، فالأمة الإسلامية تعج بالرجال وتزخر بالثروات ولا ينقصها إلا لحظة يُغلّبُ فيها أهل القوة من ضباط وجنود الآخرة على الدنيا.