وقال في تصريح لإذاعة الجيش "الإسرائيلي": "إذا فشلنا ولم نتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق (سلام) لن يعود لنا وجود كسلطة فلسطينية".
وأشار عريقات إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام يشمل كل القضايا الجوهرية، سوف يؤدي إلى إقناع "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، بالقبول بعقد سلام مع "إسرائيل".
*****
هل أن كبير المفاوضين الفلسطينيين قد ابتكر نهجاً جديداً في المفاوضات يتلخص في عرض مواطن الضعف أمام الخصم وعبر إذاعة جيشه كي يحقق مكاسب وإنجازات في المفاوضات العسيرة؟! أم أن عريقات يدرك حرص يهود على وجود كيان السلطة فيشعرهم بالخطر في حال لم يحفظوا لها ماء وجه أو لم يدعموا وجودها ولو باتفاق وهمي أو انسحاب منقوص كما يطالب عريقات؟!
في كل مفترق من مفترقات قضية فلسطين، ومع كل فصل جديد من فصول وحلقات المؤامرة التي تشترك فيها المنظمة ووليدتها المسخ السلطة الفلسطينية، لا يفوت رجالات السلطة أن يذكّروا يهود بأهمية السلطة لهم ولأمنهم، وها هم كذلك يتعدون ذلك ليلعبوا دور المروج والسمسار لترويج الاتفاق و"السلام" مع كيان يهود كما يعرض عريقات ذلك محاولاً لعب دور المقنع لحركة حماس في حال أبرمت "إسرائيل" اتفاق سلام ليشركها به.
ولا يخفى على كل متابع مدى ما سيمثله أي اتفاق مهما كان شكله أو رسمه في لعب دور تطبيعي لكيان يهود مع أكثر من 55 دولة في بلاد المسلمين، وهو ما يمثل جزرة المبادرة العربية للسلام.
إن سلطة تستمد إكسير وجودها من خدمة عدوها المفترض، وتقتات على البطش بأبنائها خدمة لهذا العدو وتعمل وكيل مبيعات له ولاتفاقيات السلام المخزية التي تبرم معه، لهي سلطة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، كما أنها أكسبت التخاذل والانبطاح والاستسلام والخيانة والتآمر معاني جديدة لم توضع في قواميس البشر.
حري بأهل فلسطين أن ينبذوا هذه السلطة ومترفيها نبذ النواة، وأن يشكلوا حائط صد في وجه تفريطها بفلسطين ومقدساتها فيحاسبوها سياسياً محاسبة عسيرة، وأن لا يكونوا غطاءً لأفعالها، وإن يوماً ستعود فيه للمسلمين خلافتهم بات قريباً وعندها سيقدم كل هؤلاء المفرطين للمحاكمة وستقتص منهم الأمة على ما اقترفوه بحقها، وساعتئذ ولات حين مندم.