•"إن السلطة تنزلق نحو الفاشية"، د. ممدوح العكر مفوض الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
•"السلطة تتجه إلى نظام بوليسي"، هاني المصري أحد قيادات منتدى فلسطين.
•"تمنيت الموت على أن أشاهد ما حصل في هذا المؤتمر"، منيب المصري رجل أعمال ووسيط في ملف المصالحة.
•"الجهود يجب أن تتجه نحو مواجهة العدو “الإسرائيلي” بدلاً من مواجهة الشعب وإرباكه"، قيس عبد الكريم نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية.
•"إن هذه الانتهاكات تدلل على وجود مساعٍ لمنع استمرار الحركة الشعبية الرافضة للعودة المفاوضات"، عبد الرحيم ملوح نائب أمين عام الجبهة الشعبية.
بهذه العبارات الغاضبة أبدت قيادات الفصائل الفلسطينية والمنظمات الأهلية المشاركة في المؤتمر المناهض لعقد المفاوضات المباشرة مع "إسرائيل" سخطها على ما أقدمت عليه أجهزة السلطة القمعية من منع انعقاد المؤتمر، والذي كان من المقرر عقده في قاعة البروتستانت في رام الله تزامناً مع بدء أعمال مؤتمر مماثل في غزة.
وقال شهود عيان إن عشرات من أفراد الأمن دخلوا قاعة البروتستانت في رام الله مع بدء أعمال المؤتمر الذي دعت إليه فصائل من منظمة التحرير ومستقلون، وأخذوا يهتفون بصوت عالٍ تأييدا لعباس وهم يحملون صوره.
فيما نفى الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري –كعادته- أن تكون الأجهزة تدخلت من أجل منع عقد المؤتمر. وقال إن الشرطة لاحظت مجموعة من الشبان يمارسون الفوضى في الشارع العام في رام الله وقامت بملاحقتهم واعتقالهم باعتبار هذه المسيرة "غير مرخصة".
*****
يبدو أن أعمال القمع والبطش قد طالت هذه المرة فصائل منظمة التحرير، لتكرس السلطة الصورة النمطية عنها وهي تلك السلطة المستنسخة عن الأنظمة القمعية في البلدان العربية والإسلامية.
فالسلطة لم يردعها انغماسها في المفاوضات المذلة والمهينة والتي لم تجلب خلال 18 عاماً سوى الويل والثبور لأهل فلسطين وكانت مدعاة لغضب الله، ولم يخجلها سيرها في المخططات الأمريكية في وضح النهار بلا أي ورقة توت تغطي سوءاتها، بل إنها تصر في أفعالها هذه على غيها وتسعى للبطش بكل صوت يناوئها.
إن هذا الحدث يؤكد أن موضوع الإذن والترخيص للأعمال العامة والجماهيرية ليس سوى حجج وذرائع واهية ، تتذرع بها السلطة للبطش بكل من تسول له نفسه مخالفة نهجها السياسي التابع لأمريكا والمنغمس في خدمة الكيان اليهودي وحراسة أمنه.
إن السلطة الهزيلة تجسد مقولة الرئيس الأمريكي السابق إما أن تكون معنا أو ضدنا، وهو ما يعني لدى السلطة إما أن تكون سائراً في المخططات الأمريكية و"الإسرائيلية" وإما أن تكون تحت وطأة بطشنا وملاحقتنا وقمعنا.
لقد آن الأوان لأبناء الفصائل الفلسطينية أن يعلنوا البراءة من هذه السلطة الأداة بيد يهود وأمريكا، وأن يعلنوا البراءة ممن يشارك في عملية المفاوضات المشينة والمخالفة للأحكام الشرعية.