وقال نتنياهو إن هناك ثلاثة أسس تتمسك بها "إسرائيل" من أجل إبرام الاتفاق، وهي تحقيق الاعتبارات الأمنية "الإسرائيلية"، واعتراف فلسطيني "بإسرائيل" دولة لليهود، وأن يشكل هذا الاتفاق نهاية للنزاع.
*****
لم تبدأ المفاوضات بعد، ولا زال الطرف الفلسطيني يحزم أمتعته ويتهيأ للإقلاع إلى واشنطن، حتى قطع نتيناهو قول كل مفاوض وأغلق الأفق في وجه اللاهثين خلف سراب السلام، ووضع النقاط على الحروف فكشف الهدف والغاية الحقيقية التي يرمي كيان يهود ويتطلع لتسخير المفاوضات لأجلها.
اعتبارات أمنية، دولة فلسطينية منزوعة السلاح لا تملك سوى قوات شرطية ولا تملك إبرام أي اتفاق أمني إلا بموافقة "إسرائيل"، احتفاظ بالأغوار، اعتراف بيهودية "إسرائيل"، احتفاظ بكتل استيطانية في الضفة، عدم الالتزام بتمديد تجميد الاستيطان الكاذب، وأن لا يعود الفلسطينيون بعد ذلك لأي مطالب فتلك المفاوضات وما سيتمخض عنها من اتفاق يجب أن يشكل نهاية النزاع مهما كان شكله.
تلك هي معالم المفاوضات التي سيذهب إليها نتنياهو، وتلك هي أجنداتها وذاك سقفها.
صفعات تلو الصفعات تتلقاها السلطة والحكام من كيان يهود بإقرار أمريكي، دون أن تخرجها تلك الصفعات عما رسم لها وعن الدور الوظيفي الذي تضطلع به.
لقد كان رد فعل السلطة والجامعة العربية تجاه تصريحات نتنياهو رداً هزيلاً لا يعدو الكتابة على الماء والتصريحات العنترية فارغة المضمون والجعجعات الإعلامية التي لا يرصد من خلالها موقف ولا تحدد توجهاً.
فالسلطة أعلنت بأنها لن تقبل الشروط المسبقة والجامعة العربية تتخوف من التفسير "الإسرائيلي" لمرجعيات المفاوضات.
فالسلطة من بعد أن كانت تشترط وتتمنع كذباً وتطالب الرباعية وواشنطن بإلزام كيان يهود بوقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين ها هي تلعق كل تصريحاتها وتحاول جراء ضعفها وتبعيتها أن ترفض -ظاهرياً- شروط نتنياهو المسبقة من بعد ما كان نتنياهو هو من يرفض الشروط المسبقة فانقلبت الموازين.
وكذا الجامعة العربية التي كانت شاهدة زور بل شريكة مباشرة في تضييع فلسطين طوال العقود المنصرمة، حيث كانت في كل مرة تكسو تفريط السلطة بثوب عربي وإن كان فاضحاً.
إن السلطة لم تخرج –في نظر يهود- عن كونها مجرد شركة أمنية لحماية أمنهم، وكل ما يمكن أن يمنوا به عليها هي سلطة موسعة الصلاحيات تسمى دولة ولا تملك من السيادة والحدود نقيراً، فأمرها بيد يهود وسلاحها بيد يهود وموافقتهم وقواتها شرطة لقمع الناس ومنع التحريض وما يسمى بالإرهاب.
لقد آن الأوان للواهمين أصحاب ما يسمى بالمشروع الوطني أن يتركوا عبثهم بقضية فلسطين، وأن يقلعوا عن غي المفاوضات، وأن يتركوا فلسطين لمن سيحررها فالعجز لا يمكن أن يبرر الفجور والخيانة والتفريط، وإن المسلمين باتوا يتحفزون ليوم تتحرك فيه جحافلهم نحو بيت المقدس فيحرروها كما حرروها أول مرة وليدخلوا المسجد وليتبروا ما علا يهود تتبيراً.