ولقد تراوحت ردود فعل السلطة والحكام من خلفها بين "الاستياء" و "الغضب" و "الاستنكار"، وكعادة هؤلاء الذين استمرؤوا الذلة والمهانة، لم تحرك فيهم تلك الإساءات والجرائم إحساس "الرجولة" أو "الشهامة" أو "النخوة"، بل لم تدعُهم للتمنع قليلاً عن انبطاحهم المزري أمام أعداء الأمة واستمرارهم في اللهث خلف المفاوضات والتعلق بقشة الرباعية أو بالوعود الأمريكية.
ليس ذلك غريباً على أمثال هؤلاء، فلقد اتسعت الفجوة بين أهل فلسطين وبينهم حتى أنهم ما عادوا يشعرون بشعورهم أو يهتز لهم جفن لأي جريمة ترتكب بحق أهل فلسطين، هذا إن لم يكونوا جزءً منها ومكوناً أساسياً لها.
فلقد سبق هذا الإعلان عن هذه الإساءة اعتداءات يهود المستمرة على مقبرة مأمن الله، وقيام شرذمة من المستوطنين بشتم سيد الخلق والأنبياء عليه السلام، وإعلان كيان يهود عن حفريات جديدة تحت المسجد الأقصى لبناء مصعد، وقيام يهود بالتوغلات اليومية داخل القطاع وقصفهم وقتلهم لأهل غزة، غير أن ردة الفعل في كل مرة واحدة، واستمرار المفاوضات بأشكالها المختلفة لا يمكن أن يعيقه عائق، وأن السلطة كعادتها وبفكرها "المستنير!!" لن تنجر لدوامة "العنف!!" وستضيع الفرصة على من يريد تضييع "مكتسبات!!" السلطة "الهامة!!" .
إن الإساءة لأهل فلسطين ومقدساتهم بل وللمسلمين جميعاً كما في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها هي شاهد ينطق بما آل إليه حال المسلمين في ظل حكم هؤلاء "الأغيار" وفي ظل غياب الحامي والجنة.
فأين صنو المعتصم لمن رُوّع وقتل وأهدرت كرامته ؟ أين صنو صلاح الدين ليحرر بلاد المسلمين المحتلة وعلى رأسها بيت المقدس ؟ أين من ينتقم للمسلمين ممن آذاهم ومرغ كرامتهم بالتراب ؟
لقد آن الأوان لأن تتحرك الأمة عاجلاً لقلع أنظمة الذلة والجور والاستبدال بهم خليفة راشداً يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله ويعيد لها كرامتها المسلوبة وهيبتها الضائعة. فالأمة بلا خلافة كالجسد بلا رأس، وهي بالخلافة خير أمة أخرجت للناس.
قال عليه السلام: (الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به).