خبر وتعليق: تعديل وزاري جديد من أجل ماذا يا ترى؟!!
التفاصيل
صرح عزام الأحمد "أنّ الأسبوع القادم سيشهد تشكيل حكومة جديدة تمثل تطلعات حركة فتح وطموحاتها"، وأضاف الأحمد:"الحكومة الحالية ستستقيل وستشكل حكومة جديدة" وذلك حسبما نقلت وكالة معا.
*****
من استمع لحديث عزام الأحمد عبر البرنامج التلفزيوني الذي بثته شبكة معا، يكاد يظن أنّ المتحدث يتكلم عن دولة عظمى أو إمبراطورية يمتد سلطانها من المحيط إلى المحيط، وتشرف قواتها وجيوشها على أراضٍ شاسعة دونما منازعٍ، مع أنّ حقيقة السلطة التي يتحدث عنها لا تعدو إدارةً لبلدية وجهازاً أمنيا تحت أمرة يهود، ولكنه الصراع على جحر الضب الذي يسمى السلطة الفلسطينية.
لقد كان لعزام ولكتلة فتح التي يمثلها صولات وجولات من قبل في مناكفة حكومة فياض وهم يعترضون بصور شتى على تصرفات حكومة فياض، ولكن هذه الاعتراضات على حكومة فياض لم تكن لأنّها أتت بإرادة أمريكية صرفة، ولا لأنّها تحارب الإسلام ودعاة الخلافة بأجهزتها التي تأتمر بأمر الجنرال دايتون ومن بعده مولر، ولا لأنها شرعت في بناء "الدولة" الفلسطينية، بكازينو أريحا وبطبق المسخن وأطباق الكنافة، ولا لأنها شرعت وتمادت في تنظيم حفلات المجون ومسابقات ملكات الجمال وعروض الأزياء. ليس من أجل أيٍ مما سبق، بل كان جل حديثه واعتراضه على إقصاء فياض لحركة فتح، ولعدم تعيين فلان مديرا لمكتب الوزير الفلاني، وعدم منح فلان وظيفة مدير عام في أشباه الوزارات، وغير ذلك من المناصب والمكتسبات الشخصية التي تملأ عليهم تفكيرهم واهتماماتهم.
ولعل ما أصاب حركة فتح من تراجع في شعبيتها لمستها الحركة إبان الإعداد للانتخابات البلدية التي تأجلت يشكل دافعاً كبيرا لديها للتحرك على صعيد لعب دور أكبر في الحكومة، لظنها أنّ بإمكانها حينها رفع رصيدها الشعبي!
ولربما تكون هذه الزوبعة من قبيل التغطية على فشل عباس وحكومة فياض في تحقيق عشر معشار ما تغنوا به، فيلهوا بذلك أهل فلسطين وكأن هناك نوعا من الحراك السياسي قد يسفر عن جديد.
ولكن بغض النظر عن الأسباب التي جعلت الأحمد يصرح بهذه التصريحات - إن صدقت ولم تذروها الرياح كالعادة- فإن ذلك يظهر بشكل جلي أنّ هذه السلطة التي أتت كمسخ جديد في المنطقة سرعان ما تحمل العدوى إلى كل من يحاول الالتصاق بها أو الدفاع عنها، وأن ما قد يحدث من تزاوج بين بعض قيادات من حركة فتح التي ترضى أن تعلق ثوريتها وتتنازل عنها أملا في أن يرضى عنها فياض والراعي الحصري الأمريكي لمشروع السلطة برمتها، إنما سينتج زواجاً آثماً لن ينتهي إلا باستنزاف الطرفين في ساحات التنازلات اللامنتهية التي يطلبها كيان يهود ومعه أميركا، وسيكون مآلهم جميعا إلى مقابر التاريخ بعد أن تستنفذ أدوارهم من قبل الغرب وعلى رأسه أميركا.
والأمة الإسلامية لن تسامح أو ترحم كل من فرط في حقوقها أو تنازل عنها، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
لقد كان حريٌ بعزام الأحمد وكتلته أن يستذكروا الأساس الذي انضموا من أجله إلى حركة فتح، صاحبة مقولة "فتح صاحبة الرصاصة الأولى"، وأن يستذكروا إخوانهم الذين ضحوا من أجل تحرير فلسطين، لينقلبوا على من تآمر على فلسطين وعلى حركتهم فحولوها من حركة تحرير إلى حركة تمرير وتسليم، وباتت أقصى أمانيهم دويلة هزيلة ومناصب وزارية وهمية مقابل التفريط وتقديم البلاد على طبق من ذهب إلى يهود!.