ذكرت صحيفة "هآرتس" الناطقة بالعبرية صباح الأحد ، أن إحدى الخطوات التي يدرس نتنياهو اتخاذها تجاوبًا مع مطالب أمريكية وفلسطينية هي وقف "نشاطات" جيش الاحتلال في بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية منها بيت لحم وطولكرم ورام الله وقلقيلية وسلفيت وأريحا، بحيث ستكون هذه المدن خاضعة بشكل كامل للسلطة الفلسطينية دون أي تدخل من قبل الجيش "الإسرائيلي"، وتشمل أيضا الخطوات إزالة المزيد من الحواجز، والسماح بفتح 6 مراكز جديدة للشرطة الفلسطينية في المناطق المصنفة "B"، وإحالة أراض إلى الفلسطينيين لغرض شق طريق يصل رام الله بمدينة "روابي" المزمع إقامتها إلى الشمال منها.
****
بات جلياً أن القرار الأمريكي قد اتخذ بضرورة الذهاب إلى المفاوضات المباشرة بعيداً عن رأي السلطة وجعجعاتها الإعلامية في موضوع إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة، ويبدو أن الإدارة الأمريكية تريد مرة أخرى تحريك ما يسمى بالعملية السلمية لإبراز منجزات وهمية لها.
فبعد التصريحات "النارية" لرجال السلطة التي ربطت الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بوقف الاستيطان وغيرها من المطالب الهزيلة التي رد عليها نتانياهو بالرفض، تأتي هذه الخطوات التي يتحدث عنها نتانياهو لتشكل رافعة وذريعة للسلطة للذهاب إلى المفاوضات المباشرة.
وبالرغم من تمّنع السلطة الظاهري إلى الآن عن قبول هذه الحزمة، إلا أنه قد تم بالفعل وضع الترتيبات العملية لهذه الحزمة، فقد كشفت نفس الصحيفة اليوم الاثنين عن زيارات قام بها رئيس الشاباك لكل من رام الله وجنين حيث التقى بقادة الأجهزة الأمنية في إطار الترتيبات التي تزمع "إسرائيل" منحها للسلطة.
ولمحاولة تبرير ذهاب السلطة إلى المفاوضات المباشرة وتحت غطاء عربي، أعلن الأمين العام للجامعة العربية عن اجتماع لجنة المبادرة العربية للسلام في 29 من الشهر الجاري بناء على طلب السلطة لتشرع لها الذهاب إلى المفاوضات المباشرة بالرغم من عدم تحقق أي إنجاز على ارض الواقع!!
ويبدو ان هذا النجاح والتقدم الذي تأمله السلطة في المفاوضات غير المباشرة قد اختزل -بقرار أمريكي- بحزمة "التسهيلات" التي سيقدمها نتنياهو للسلطة والتي تعزز دور السلطة الأمني الوظيفي في خدمة كيان يهود وحمايته.
ولن تملك السلطة كما هي مذ نشأتها من أمرها من شيء، فهي طوع بنان السيد الأمريكي -وإن صرح رجالها و انتفخوا عبر الإعلام- فهي ورجالاتها لا تخرج عن القرار الأمريكي قيد أنملة ولا تملك إلا التنفيذ والتقيد بالتعليمات الأمريكية.
فهل ما أثمرت عنه المفاوضات غير المباشرة هي إزالة حاجز أو فتح طريق؟! هل هذه هي غايات السلطة وأهدافها السياسية؟! إذا كان الأمر كذلك فلكم أن تتصوروا شكل الدولة عفواً البلدية التي يحلم بها هؤلاء!!
إن فلسطين أيها المسلمون أرض خراجيه محتلة، وهي قضية أمة عريقة أكبر من أن تختزل في إزالة حاجز هنا أو مستوطنة هناك، بل أكبر من كل المتآمرين على حلها وتقسيمها بين أهلها -وهم المسلمون في جميع أصقاع الأرض- وبين شذاذ أفاق جمعهم كيان مصطنع اسمه الكيان اليهودي.
ولن تنتظر الأمة طويلا-بإذن الله- حتى تتوحد في دولة الخلافة وتحرر الأرض المباركة وتعيد للمسجد الأقصى عزته ورونقه تحت راية العقاب التي يتأهب حملتها ليرفرفوا بها عالياً فتخر لها البنود، تحقيقا لوعد الحق سبحانه وتعالى :
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
12-7-2010م