ا ف ب - أفاد مسؤولون فلسطينيون أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة مع المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في رام الله ركز على ضرورة رفع الحصار بشكل كامل وشامل عن قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه انه إذا تم رفع الحصار فان ذلك "سيخلق مناخا ملائما وجديا لإمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة".
***
أمام الصورة المهشمة لكيان يهود في العالم ومحاصرته أخلاقيا ووقوفه عاريا من كل صفة أخلاقية أو إنسانية، يسعى كيان يهود للخروج من هذا المأزق، فقد صرح عضو مجلس الوزراء إسحاق هرتزوغ لإذاعة الجيش "الإسرائيلي" بأن "علينا أن نفهم أن الحصار الذي طبق حتى هذا الوقت عفا عليه الزمن ولم يعد من الممكن تطبيقه في المناخ الدولي والدبلوماسي الحالي".
وفي محاولة لتحسين تلك الصورة المهترئة أمام العالم كان لابد من إصدار جعجعة إعلامية جديدة في ما يسمى عملية السلام حتى يقال أن العجلة دائرة وان كيان يهود سائر في المفاوضات لإنهاء هذه المشكلة التي باتت تزعج العالم وتهدد امن واستقرار الاستعمار الأمريكي في بلاد المسلمين.
وفي هذا السياق تأتي كل التحركات السياسية للسلطة الفلسطينية والأنظمة العربية التابعة لإرادة الولايات المتحدة، فالحديث عن رفع الحصار لا يأتي إلا ضمن الرؤية الأمريكية لحل القضية الفلسطينية التي تتمثل في حل الدولتين الذي يقسم الأرض بين أهلها ومغتصبيها.
ويراد لهذا الحل أن يكون نتيجة مفاوضات مباشرة وغير مباشرة التي تحرص السلطة على "توفير مناخ ملائم لها" عن طريق رفع الحصار عن أهل غزة، فعذابات أهل غزة ودماؤهم لم تكن الدافع لرفع الحصار، ولم تر السلطة ولم تسمع عن هذا الحصار إلا بعد إن أعلن يهود عدم جدواه وبات يفضح قبح هذا الكيان ووحشيته، بل إن السلطة تريد استثمار معاناة أهل غزة لتكون وقوداً للمفاوضات غير المباشرة، وإلا فأين كانت السلطة وقنابل الفسفور تنهش لحوم الأطفال في غزة؟! وأين كانت والطائرات تقصف بحممها حتى لم تبقِ شبرا في غزة إلا واستباحته؟!
إن هذا الحرص على استئناف المفاوضات يبرهن مرة أخرى على تبعية هذه السلطة وارتهان قرارها السياسي بالإدارة الأمريكية، ويسلط الضوء مرة بعد أخرى على طبيعة هذه السلطة التي تسهر على مصلحة يهود امنيا، فتعتقل كل من يفكر في إيذائهم وتستنكر العمليات التي تمس أمن كيانهم، وتدافع عن صورة كيان يهود ولا تسمح بإحراجهم دوليا فتسحب تقرير غولدستون، وها هي تساهم في فك الحصار عنهم دوليا بجريها وراء سراب حل الدولتين وحرصها على استئناف المفاوضات.
فإلى أي أمة تنتمي هذه السلطة وفي أي معسكر تقف؟! من المؤكد أنها وبدون أي شك لا تمت إلى الأمة الإسلامية بصلة، وأنها تقف في صف أعداء الأمة ومشروعها الحضاري المتمثل في إعادة حكم الله إلى الأرض بإقامة الخلافة التي ستقتلع هذا الكيان من جذوره وتخلص العالم من شروره مرة والى الأبد.