وفي مقال له بصحيفة التايمز اليوم حمل عنوان "ادعموا إسرائيل لأنها إذا انهارت انهار الغرب"، قال أزنار إن "إسرائيل هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة تواجه باستمرار خطر الانزلاق إلى الفوضى، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة لدينا بسبب الاعتماد المفرط على النفط الموجود في الشرق الأوسط، والمنطقة التي تشكل خط الجبهة في الحرب ضد التطرف، فإن سقطت فسنسقط معها".
واعتبر وقوف الدول الغربية في وجه "إسرائيل" في الهيئات الدولية خطأ أخلاقياً فادحاً بل خطأ إستراتيجياً من الدرجة الأولى.
*****
لطالما كان الصراع في الشرق الأوسط صراعاً بالوكالة، وكان كيان يهود قاعدة متقدمة للدول الغربية وخنجراً مسموماً في قلب الأمة الإسلامية ليحول دون وحدتها والتئام شملها تحت راية التوحيد من جديد، بل لطالما كان الهدف من إشعال قضية الشرق الأوسط وإشغال المنطقة وشعوبها بالصراع مع يهود هو وسيلة للتعمية على حقيقة الصراع العقدي المفصلي بين المسلمين كأمة صاحبة حضارة متميزة برغم عدم وجود دولة لها وبين الغرب بمبدئه المتهاوي وحضارته الفاسدة ودوله الإجرامية.
ها هو أزنار يميط اللثام عن طبيعة العلاقة العضوية التي تربط الغرب بأسره بكيان يهود بل إنه يعتبر انهيار هذا الكيان بداية انهيار للغرب بأسره، وهو وقادة الغرب يدركون أن انهيار كيان يهود لن يكون إلا بقيام الدولة الإسلامية التي ستأخذ على عاتقها اجتثاث هذا الكيان من جذوره، وهو يدرك أن ليس غير الخلافة من يقوم بذلك، فلا أنظمة ممانعة ولا حركات ولا فصائل ترغب أو لديها القدرة أو الأمران سوياً لاجتثاث هذا الزرع الغربي الخبيث من بلاد المسلمين، لذا فلا يمكن حمل تحذيرات أزنار سوى أنها تعكس مدى تخوفه من بزوغ قوة مبدئية جديدة في المنطقة تقلب موازين القوى وتعيد المسلمين ليتسنموا ذروة المجد وهي تلك التي يسميها أزنار تضليلاً بقوى "التطرف" .
إن تصريحات أزنار هذه لطمة لكل من تعلق بدول الغرب من أوروبيين وأمريكان، وبيان لحقيقة الدعم الذي تقدمه من تسمي نفسها بالدول المانحة للسلطة، من أنها إنما تنفق هذه الأموال لتحافظ على أمن يهود ولتسخر السلطة ومن تدر عليهم الأموال ليكونوا حراساً على هذا الكيان المغتصب.
لقد آن للمسلمين جميعاً أن يدركوا بأنهم أشد رهبة في قلوب الغرب مما يظنون وان الغرب يخشونهم أكثر من أي شيء آخر، لقد آن للمسلمين أن يدركوا بأن ما ينقصهم هو إقامة الخلافة التي بات تحققها قريبا وبشائرها تلوح بالأفق، فهلا أسرع المسلمون تجاه الخلافة ليقيموا شرع الله ويحرروا الأرض المباركة وكل شبر محتل من بلاد المسلمين ولينشروا الإسلام رسالة خير ورحمة للعالمين؟