أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس للزعماء اليهود بالولايات المتحدة أنه لن "ينكر أبداً حق اليهود بالأرض". من ناحيته أوضح مدير دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن عباس قال "لا أحد ينكر أن اليهود عاشوا في المنطقة عبر التاريخ وأن منظمة التحرير اعترفت بحق "إسرائيل" بالوجود وأن على "إسرائيل" الاعتراف بالحق الفلسطيني في الوجود في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية".
*****
عباس الذي أوضح من واشنطن بأنه بات يخشى من تآكل حل الدولتين، لم تردعه خشيته تلك وتبخر حلم الدولة الفلسطينية "العتيدة" عن الانبطاح المتفاني في خدمة يهود والتأكيد على شرعية اغتصابهم للأرض المقدسة. وليس ذلك غريباً على من وقف نفسه لإنهاء عذابات اليهود وسخر جهده لتحقيق الأمن لهم ولكيانهم.
إن عباس بافتراءاته على التاريخ وتزييفه للحقائق خدمة ليهود وإرضاءً لهم يضرب أقبح مثل في تفاني من أسمى نفسه يوما ما بحركة تحرر أو كفاح تجاه "أعدائها".
إن عباس يغالط في الحقائق بل ويزيفها إذ يعتبر وجود يهود -على فرض صحة قوله- وعيشهم كأفراد وأهل ذمة تحت الحكم الإسلامي دون أن يكون لهم في فلسطين كيان أو سلطان يعتبر ذلك حقاً ليهود ليقيموا لهم كياناً على جل فلسطين، بل إنه يهبط بحق المسلمين في فلسطين إلى أدنى ما يمكن تصوره إذ أنه يطالب مغتصبي الحق والمحتلين بأن يعترفوا بحق أهل هذه الأرض في جزء منها، إن هذا لأمر عجاب أن يستجدي صاحب الحق الاعتراف والشرعية من المحتل والمغتصب!!!
إن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي أرض إسلامية فتحها الصحابة الكرام ورووها بدمائهم الطاهرة وإن تصريحات عباس تنكرٌ لهذه الحقيقة الساطعة وتنكرٌ لتاريخ الأمة بل ولحقّها، فمنذ أن فتح الفاروق بيت المقدس باتت تلك الأرض إسلامية لا غير ومن يخالف ذلك يسلخ نفسه عن تاريخ الأمة وحاضرها والمستقبل الذي تتطلع إليه بعودة فلسطين كاملة جزءً من أرض المسلمين بل درة التاج فيها.